لا تزال مستشفى ​بيروت​ الحكومي هي المكان الوحيد المجهّز في ​لبنان​ لاستقبال مرضى فيروس "كورونا" الذين يزداد عددهم يومياً... هذا الفيروس الذي ضرب مختلف بلدان ​العالم​ وصل الى بيروت وسط حالة من الترقب عما سيكون عليه الوضع في المقبل من الأيام.

وأمام هذا المشهد فإنّ موظفي المستشفى المذكور عرضة للاصابة بهذا الفيروس رغم اتخاذ الحيطة اللازمة ويضحون بحياتهم للحصول على لقمة العيش، ولكن المفارقة أنهم وفي الوقت الراهن يجابهون الفيروس ويطالبون ​الدولة​ في نفس الوقت بمستحقّاتهم.

وتشير مصادر موظفي المستشفى عبر "النشرة" الى أنه "طفح كيلهم" وسينظمون اليوم تحركاً أمام المستشفى على أن يتوجهوا بعدها الى ​وزارة الصحة​"، لافتةً الى أن "الأمر لم يعد مزحة، والموظفون يواجهون أخطر مرض عرفته البشرية بعد ​الطاعون​، في المقابل لديهم حقوقهم ولا أحد ينظر الى أحوالهم"، مضيفة: "سمعنا وعوداً كثيرة من ​وزير الصحة​ السابق ​جميل جبق​ ومن الوزير الحالي ​حمد حسن​، وكلها كانت شفهية، ولكن حالياً حياتنا على المحكّ والمسألة لم تعد تحتمل"، معتبرة أن "أقل الواجب أن تؤمّن الدولة حقوق من يفدي بحياته ليستطيع تأمين عائلته".

تشدّد المصادر على أن الموظفين يتقاضون اليوم جزءا من رواتبهم ويطالبون ب​مقابلة​ وزير الصحة حمد حسن، والجواب يأتيهم بإستمرار بأنه مشغول بقضية الفيروس ولا يستطيع مقابلتهم"، مضيفة: "الموظفون يطالبون أيضاً بآلية محددة لفصل رواتبهم عن مستحقاتهم في ​المستشفيات الحكومية​"، لافتة الى أننا "كلما تقدمنا في الوقت زاد الخطر علينا وما حصل في السابق غير مقبول خصوصا وأنه رصدت ل​مستشفى بيروت الحكومي​ مبالغ زهيدة جدا في حين أنه صرفت لمستشفيات أخرى لا تعمل مبالغ أكثر من ذلك، فهل هذا مقبول"؟.

تؤكد المصادر أن "الموظفين سيقومون بدورهم الكامل في مواجهة فيروس "كورونا" ومساعدة المرضى في المستشفى، ولكن في نفس الوقت لن يقبلوا أن تضيع حقوقهم، وهم حتماً سيلجأون الى خطوات تصعيدية إذا إستمرت الأمور على ما هي عليه"، معتبرين أن "الحرب على الفيروس "كورونا" لا تكون بالمؤتمرات أو بغيرها، بل باللجوء الى حماية الموظّف عبر تأمين حقوقه وليشعر أن هناك من يقدّر عمله خصوصا وأنه معرّض لأن يواجه الموت في كلّ لحظة".

بالمقابل أكدت مصادر في وزارة الصحّة لـ"النشرة" أن "موضوع موظفي المستشفى المذكور يتم العمل عليه على نار حامية، خصوصا وأن هؤلاء يقدمون عملاً مميزاً في مواجهة أخطر فيروس"، لافتة في نفس الوقت الى أن "وزير الصحة حمد حسن يعمل على حلّ قضيتهم بأسرع وقت لكن مسألة "​الكورونا​" شغلته".

إذاً، موظفو مستشفى بيروت الحكومي يعلنون التصعيد... فهل يترك المصابون بفيروس "الكورونا" لمصيرهم، أم أن وزارة الصحة ستعالج هذه المسألة قبل تفاقمها؟!.