شبّه وزير الصحة السابق ​محمد جواد خليفة​، وباء "​كورونا​" بـ"العاصفة الّتي ستمر على البلاد وستنتهي لا محال"، موضحًا أنّه "كلّما استمرّت هذه العاصفة أقلّ كانت أضرارها ضئيلة، ولكنّها في النهاية ستمر. ويجب على الدولة في المقابل التعاطي بمسؤوليّة ودراية وجهوزيّة للتخفيف من حدّة الإصابات والسيطرة عليها، عبر اتخاذ إجراءات وقائيّة كالحجر والوقاية الصحيّة واعلان حالة طوارئ بيئيّة، للمساعدة على تقليص عدد الإصابات والخسائر في المرحلة الزمنيّة الّتي ستمرّ بها هذه العاصفة سواء من ناحية إعطاء فرصة لاكتشاف اللقاح أو ​الدواء​، أو من خلال معالجة المرضى المصابين بشكل سليم".

ووَصف في حديث تلفزيوني، الإجراءات المتّخذة في ​لبنان​ حتّى الساعة، بـ"الجيّدة والممتازة. ومردّها، وعي المواطنين الّذين تجاوَبوا بشكل رائع وفي فترة زمنيّة قصيرة مع نداءات المؤسّسات المسؤولة. فإعلان ​حالة الطوارئ​ لا يتمّ بشكل عام بل بشكل تدريجي"، لافتًا إلى أنّ "خطوة إقفال ​المدارس​ واستعمال القيود والتوجيهات الإعلاميّة ممتازة وسبّاقة في مواجهة أزمة "كورونا".

وأكّد خليفة أنّ "اللقاحات هي قيد التجربة راهنًا، وعند التأكّد منها ستعمّم على العالم كافّة، وليس صحيحًا أنّ لبنان سيكون آخر من سيستفيد منها. أمّا إجراءات الحجر المتّخذة اليوم فهي للحد من انتشار الوباء، والهدف منها الإبطاء في انتشار الفيروس في أنحاء العالم كافّة، وتأخيره ريثما تظهر نتائج تلك الأبحاث واللقاحات لتعمّم في العالم". وكشف أنّ "المختبرات المهمّة في العالم بدأت بالتجارب لهذه اللقاحات كمرحلة أولى على ​الحيوانات​، إذ لا يمكن تجربتها على ​الإنسان​ قبل التأكّد من سلامتها"، مؤكّدًا أنّ "خلال فترة زمنيّة قصيرة، ستتمكّن تلك الشركات العالميّة الضخمة، الّتي تصنّع أدوية ولقاحات لأمراض ضخمة وخطرة وأكثر فتكًا من "كورونا"، من إيجاد اللقاح والدواء للوباء".

وثمّن "الأفكار الصحيّة السبّاقة من قِبل الإختصاصيّين اللبنانيّين، الّتي انتشرت بسرعة على وسائل الإعلام كما على مواقع التواصل الإجتماعي"، ووصفها بـ"الأمر الجيّد لأنّ العالم المثقّف يتابع باستمرار هذه الوسائل ويواكب أي جديد، كذلك الأمر بالنسبة لحملة التوعية الّتي أعلنت عنها المؤسّسات الأمنيّة والإعلاميّة والإداريّة".

وشدّد على أنّ "من الخطأ حصر الجهوزية في "​مستشفى بيروت الحكومي​"، بل يجب إشراك ​المستشفيات الخاصة​ بالمهمّة، لأنّ ​القطاع الخاص​ هو الأقوى اليوم، ويجب الإقرار بأنّ هذا القطاع لا يملك الإمكانات الماديّة الكافية لمعالجة الأزمة منفردًا، فالمستشفيات لديها ديون على الدولة ومن واجب الدولة في هذه الأزمة منح السلف الماليّة إلى المستشفيات الخاصة وتحميلها جزءًا من المسؤولّية، وهي بدورها أعلم بكيفيّة التصرّف والتعاطي بهذا الملف خصوصًا أنّ 90 في المئة من المشكلة يكمن في الانكماش ​الاقتصاد​ي الحالي".

كما رأى خليفة أنّ "العالم بأكمله تعلّم اليوم دروسًا من التجربة الصينيّة، وكذلك لبنان يجب أن يتعلّم منها ومن أي جديد للتجارب الصحيّة في العالم. فالتجربة الصينيّة برهنت أوّلًا أهميّة إقفال المدينة لاحتواء الوباء. وثانيًا، الجهوزية الاستثنائيّة بعدما شاهد العالم كيف أنشأ الصينيّون مستشفيات خاصة خلال 7 أيام عندما اكتشفوا النقص".

وذكر أنّ "على لبنان الاتّعاظ من هذه التجربة من خلال احتواء المرض أو من خلال تفعيل عامل الجهوزيّة والتيقّظ من أنّ المرض المنتشر ليس قاتلًا، ومن أصل 100 مريض احتاج 5 أشخاص لأجهزة تنفس، أمّا البقية فكان علاجهم سهلًا بوسائل الطب العاديّة المعروفة". ونظرًا للإمكانات المتوافرة، أشار إلى أنّ "مواجهة الوباء كانت مقبولة، وشبيهة بإجراءات الدول الّتي تعاملت مع الوباء بالطريقة نفسها الّتي تعامل معها لبنان".

إلى ذلك، أقرّ أنّ "الوضع السياسي العام يؤثّر على القرارات الحكوميّة في لبنان مثل أي بلد في العالم"، منوّهًا إلى أنّ "الأمور كلّها مترابطة ببعضها البعض، فتَسييس هذا الموضوع ثبت أنّه عالمي أيضًا"، لافتًا إلى "تصريح وزير الخارجية الصينية قبل يومين بعدما لمّحَ إلى أنّ هذا الوباء مُرسل من الخارج غامزًا من القناة الأميركيّة، ناهيك عن النظريّات الّتي تعتبر أنّ نشر الوباء هدفه ضرب الاقتصاد في العالم ومخزون البترول وقيمته".