لفتت مصادر معارضة، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ "الأمين العام لـ"​حزب الله​ السيد ​حسن نصرالله​ وَضع، في معرض حديثه الجمعة الماضي، معادلة: "معبر عوكر مقابل بقية المعابر غير الشرعية على الحدود". وكأنّه قال: "حين تُغلقون معبر ​السفارة الأميركية​ نُغلق نحن بقية المعابر"، وبالتالي أدان نفسه، واعترف للمرّة الأولى أنّ المعابر غير الشرعية على الحدود ال​لبنان​ية "بإمرته"، وأنّه راعي هذه المعابر".

وأكّدت أنّ "معادلة نصرالله لا تستقيم لأسبابٍ عدّة: أوّلًا، إنّ السفارة الأميركية تملك إذنًا من ​الدولة اللبنانية​، بأن يكون لها الحق في أن تحطّ طائراتها على أرض السفارة أو في مطار حامات، بقرارٍ مُتّخذ من ​الحكومة اللبنانية​. وبالتالي لا يُمكن اعتبار هبوط طائرة أميركية على مدرج السفارة في عوكر غير شرعي، لأنّه يأتي ضمن إتفاق رسمي بين الدولتين اللبنانية والأميركية".

وأوضحت المصادر أنّ "ثانيًا، ​الولايات المتحدة الأميركية​ لم تهرّب العميل ​عامر الفاخوري​، إذ إنّه خرج بقرار قضائي صادر عن ​المحكمة العسكرية​، وبالتالي إنّ خروجه لم يكن نتيجة هروب أو تهريبة، بل بقرار قضائي واضح يستند إلى عدم وجود قانون يسمح بإبقاء الفاخوري في السجن، لأنّ التهم الموجّهة إليه سقطت بمرور الزمن". وشدّدت على أنّ "ثالثًا، إنّ المعابر غير الشرعية تشكّل كارثة على لبنان، من الناحية الماليّة والإقتصاديّة، لأنّ جزءًا أساسيًّا من معاناة الوضع الإقتصادي والمالي الكارثي الّذي يعيشه اللبنانيون هو بفعل هذه المعابر غير الشرعية، الّتي تشكّل ممرّ تهريب خطيرًا ينعكس سلبًا على ​الإقتصاد اللبناني​. ويجب إيقاف هذا التهريب بقرار من الحكومة، الّتي من الواضح أنّها لا تتّخذ هذا القرار لأنّ هناك قرارًا سياسيًّا أعلى منها يمنعها من ذلك".

وأشارت إلى أنّ "رابعًا، فضلًا عن التهريب، هناك شق آخر يتعلّق بالمعبر العسكري، حيث تشكّل هذه المعابر خطّ تواصل بين "حزب الله" و​النظام السوري​، وخطًّا مباشرًا من ​طهران​ إلى ​بيروت​ لإمرار ​السلاح​ والمقاتلين. وهذا الموضوع خطير للغاية، ولا يُمكن السكوت عنه مثلما يُطالب السيد نصرالله تحت أيّ عنوان أو ذريعة، ولا يُمكن مقارنته بـ"معبر عوكر" القائم والموجود منذ سنوات بموجب إتفاق رسمي بين دولتين، فيما أنّ المعابر غير الشرعية خارج رقابة الدولة".

من جهتها، ذكرت مصادر معارضة أُخرى، أنّ "همّ نصرالله الأساس حاليًّا، هو الحفاظ على الإتصال مع قيادته المركزية في طهران، لناحية نقل المال والمقاتلين والسلاح، في وقتٍ أصبحت حركة الرحلات الجوية من والى ​مطار بيروت الدولي​ مراقبة، جرّاء القواعد الّتي فرضتها أزمة وباء "​كورونا​". لذلك يتشدّد نصرالله الآن في رسم خط أحمر حول المعابر غير الشرعية".