لفتت صحيفة "الغارديان" في مقال للكاتب والصحافي توبياس جونز حول تفشي وباء ​كورونا​ بعنوان "3 أسابيع من الإغلاق في ​إيطاليا​ منحتنا الكثير من الانطباعات والقليل من الاطمئنان" الى أن "المقيم في إيطاليا حاليا، إن الإغلاق الكلي للبلاد على وشك الدخول في الأسبوع الرابع بينما ​الطلاب​ يدرسون في منازلهم للأسبوع السادس على التوالي وقد بدأ الناس يشعرون ببعض الإيجابيات القليلة"، مضيفة:"فقد تخطوا وقت التوتر الذي يلي توقف الموسيقي في لعبة الكراسي الموسيقية وحينها يكون الجميع في توتر شديد ويسرعون للحاق بمقعد قبل الآخرين.

ولفت الكاتب الى أنه "رغم أننا لسنا مع كل من نحب أن نكون معهم إلا أننا على الأقل لازلنا موجودين ونعرف أن الموسيقى لن تعزف مرة أخرى في وقت قريب"، مشيرا الى أنه "لا يرغب في التقليل من الرعب الذي يعيشون فيه في إيطاليا وأن النسق المحموم للحياة في السابق قد توقف فلم يعد أحد يصطحب أطفاله إلى الخارج أو لزيارة أصدقاء أو أقارب أو حتى لممارسة أنشطة او هوايات كما أن الروابط الاجتماعية قد توقفت".

وشدد على أنه "أصبح واضحا لنا جميعا كم الأشياء التي كنا نعتبرها من المسلمات ليس فقط وجود الآباء والأجداد أو الحريات الأساسية ولكن أيضا فكرة أن جميع متطلباتنا وحاجاتنا سوف يتم تلبيتها بشكل تلقائي فقبل أسابيع قليلة كنا لنشعر بالغضب لو أننا لم نجد سلعة معينة في المتجر الذي نشتري منه حاجياتنا حتى أننا اعتبرنا أنه من أساسيات حقوقنا البشرية أن نشتري العصير والمرطبات في أي وقت من اليوم ولو في الثالثة صباحا"، مضيفا: "الآن استيقظنا على الحقيقة الصادمة وهي أننا نعيش في عالم مصادره محدودة ولن تكفي لإشباع متطلباتنا بشكل دائم ولايمكن أن يشتري ​المال​ ما ليس مطروحا للبيع ونحن نرى سلاسل المتاجر الشهيرة وقد انهارت أنظمتها التي تقوم بتوفير السلع على الأرفف بكل سهولة والآن أصبح علينا أن نتخلى عن نزقنا وطمعنا ونتحلى بالصبر ونتشارك كل شيء".