"المسيح قام... حقاً قام" ونحن شهود على ذلك. بهذه الكلمات يعيّد ​المسيحيون​ في ​لبنان​ والمشرق و​العالم​ بعضهم بعضاً فيسوع الذي مات على الصليب قام من بين الأموات وخلصّهم من خطاياهم.

في رسالة بولس الى اهل كورنثوس الفصل الاول الاية 14 و17 " وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!". هنا يرى الخوري ​بولس مطر​ أنه "واذا لم يكن هناك قيامة فإن هذا الحدث ليس له معنى"، مؤكدا أن "حدث القيامة محوري وأثّر في الماضي والحاضر و​المستقبل​". هذا ما يؤكده بدوره الأب جاد شلوق، مشددا عبر "النشرة" على أن "هناك شخصاً واحداً استطاع الانتصار على الموت وهو الربّ يسوعولهذا السبب نؤمن به ونتحد فيه ومعه لننتصر على الموت وهذا هو الخلاص الذي حققه الربّ"، مضيفاً: "أهمية ​عيد الفصح​ وقيامة المسيح أن كلّ الذين يؤمنون بالربّ يدخلون معه بالإنتصار على الموت".

يعود الأب شلوق الى ​إنجيل​ السامرية التي سألت اين سنجد الله فأجابها يسوع: لا على الجبل ولا في الهيكل،فالعبّاد الحقيقيون هم الذين يعبدون الله بالروح، مشيرا الى أن "المسيح ادخلنا الى علاقة جديدة مع الله هي في القلب، والتفاعل بين الإيمان والليتورجيا أساسي، ولكن وبهذا الزمن اذا لم نستطع فالدعوة هي الى التشبث بالإيمان من أجل عبور المحن". أما الخوري مطر فيرى عبر "النشرة" أن "زمن انتشار فيروس "كورونا" هو أكثر زمن نستطيع فيه أن نفهم معنى القيامة في حياتنا، لأنه وفي هذا الوقت الكل ينتظر المخلّص"، مضيفا: "فلنعتبر أن خطيئتنا هي "​الكورونا​" وبهذا الزمن بتنا نفهم ما معنى المسيح المخلص الذي مات وقام، ما يعني انه بهذه الظروف نستطيع ان نفهم مجيء المخلص وموته وقيامته".

"الكلّ رأى الموت ولا أحد رأى القيامة". هنا يشير الخوري بولس مطر الى أن "تبشيرنا يأتي انطلاقا من قبر فارغ، و​المسيحية​ تعلن الإيمان من هذا القبر الفارغ"، معتبرا أن "الأساس هو أن نؤمن بهذا الحدث الذي لم يرهُ أحد، وحدث القيامة لم يلغِ جروحات المسيح وهذه أكبر تعزية لكل مؤمن، فيسوع أراد أن يقول انني أقوم مع جروحاتي... انظروا الى آثار الجروح "أنا هو"، مشددا على أن "المسيح وبقيامته تحوّلت آثار الجراح الى علامة شهادة أنه هو القائم من بين الأموات"، مضيفا: "في ذاك الزمان لم يكن هناك من صحافي ليعلن الحدث، اليوم هناك اعلام يجب أن يعلن قيامة المسيح والتشبّث به ويشدد على الوحدة والعودة الى الايمان من أجل الانتصار على كورونا".

انجيل مرقس(الفصل 16/الاية 6) يقول: بعدما مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ، وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: "مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟."فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا.وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ: لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا.

اليوم ومع قيامة المسيح نحن مدعوون الى التشبّث بايماننا لأنه به وحده نستطيع العبور الى الخلاص!.