تطلب ​وزارة الصحة​ من المجالس ​البلدية​ مراقبة المصابين ضمن نطاقها ب​فيروس كورونا​ والتأكد من التزامهم ​الحجر المنزلي​ الذين تعهدوا بتنفيذه عندما خضعوا لفحصPCR في ​المستشفيات​ المعتمدة، ومطلوب أيضاً من ​البلديات​ تأمين مراكز للحجر لهؤلاء المصابين، هذا من دون أن ننسى أن المجالس البلدية عليها كسلطات محلية تعقيم الشوارع والمباني، لا سيما تلك التي يعيش فيها مصاب بكورونا أكان نقل الى المستشفى أم في الحجر المنزلي.

كل هذه الطلبات لا تتمكن كل المجالس البلدية من تنفيذها بسبب عدم معرفتها بكل ​تفاصيل​ الأشخاص المطلوب منها أن تراقبهم وتساعدهم، وبمعنى آخر، ليس كل المجالس المذكورة على إطلاع بأعداد الحالات المثبتة مخبرياً أو المشكوك بأمر إصابتها،لأن أصحابها خالطوا مصابين بكورونا، وهناك بعضها تبلغ عبر شاشات التلفزة عن أعداد الحالات المصابة ضمن نطاقها من دون أن تتبلغ رسمياً من الجهات المعنية للتدخل ومن دون أن تعرف اسماء المصابين وعناوين سكنهم. في القرى والبلدات الصغيرة لا مشكلة على هذا الصعيد إذ يعرف الاهالي بعضهم البعض، وعادة تجمع فيما بينهم صلة قرابة ولكن في المدن الكبرى، خصوصاً التي يعيش فيها عشرات الآلاف، أو أكثر من مئة ألف، كمدن ساحل ​جبل لبنان​ مثلاً والعاصمة ​بيروت​، من المستحيل على البلدية أن تكشف عدد الحالات المسجلة ضمن نطاقها إذا لم تبلغ من قبل وزارة الصحة أو خلية إدارة الكوارث والأزمات في ​السراي الحكومي​، لذلك يعاني رؤساء البلديات من هذه المشكلة وقد أوصلوا صوتهم الى الجهات المعنية. بحسب مصادر خلية الكوارث،فانّ "سبب مشكلة رؤساء البلديات يتعلق بطريقة تعاطي بعض المحافظين والقائمقامين الذين يتكتمون على المعلومات التي تردهم يومياً من غرفة العمليات في السراي، والتي يجب أن تبلغ لرؤساء البلديات في القرى والبلدات"، وتضيف المصادر، "تتضمن هذه المعلومات التي توزع عبر ​الواتساب​ أسماء وأرقام هواتف المصابين وعناوين سكنهم مفصلة، والهدف من توزيع هذه الداتا هو تسهيل عمل المجالس". أكثر ما يثير إستغراب خلية الأزمات، هو تصرف هؤلاء المحافظين لناحية التكتم عن هذه الداتا، علماً أن الخلية عقدت منذ بداية ​الأزمة​ إجتماعاً مع المحافظين وكانت التعليمات واضحة بتوزيع الداتا يومياً على رؤساء البلديات، غير أن البعض منهم يبدو أنه لا يلتزم وهذا ما يشكو منه رؤساء البلديات، "وكأن رئيس البلدية يريد الحصول على أسماء المصابين للتنمر عليهم" يقول رئيس بلدية متنية بارزة، ويضيف، إذا كنا لا نعرف كيف نساعد ونحن القادرون مادياً ولوجيستياً على المساعدة، فهل القائمقام مثلاً أو المحافظ قادر على المساعدة ميدانياً أكثر منا؟ بالتأكيد لا لذلك يجب على الجهات المعنية التدخل معهم لتزويدنا بكل المعلومات لأن الخطأ مكلف جداً مع كورونا وإذا لم نعرف بوجود إصابة في مبنى سكني مكتظ كيف نتدخل"؟.

لكل ما تقدم، تدخلت خلية الأزمات وأعطت تعليماتها مجدداً للمحافظين والقائمقامين، على قاعدة أن الداتا اليومية للمصابين هي لكم ولرؤساء البلديّات معاً، وليس حكراً على هواتفكم الخلوية.