اعتبر عضو تكتل "​لبنان​ القوي" النائب إدغار معلوف، في حديث لـ"النشرة"، أنه "بات واضحًا أن بعض القوى السياسية في لبنان تحاول إسقاط ​الحكومة​ منذ فترة"، مشيرًا إلى أن "الرأي العام اللبناني بشكل عام يتقبل هذه الحكومة خصوصًا بعد الخطوات التي قامت بها، إن كان في موضوع سندات اليوروبوند وإتخاذها القرار بتعليق السداد، أو لجهة تعاطيها الجيّد والسريع في مواجهة ​فيروس كورونا​ المستجد".

ورأى معلوف أنه "بمجرد أن أعلنت الحكومة نيّتها تغيير نمط العمل السائد داخل ​الدولة​ منذ زمن، وقرارها بتعديل بعض المواقع الماليّة في الدولة، وتأكيدها العمل على خطّة إصلاحيّة عامودها الفقري الإنتقال من ​الإقتصاد​ الريعي إلى الإقتصاد المنتج، بدأت سهام بعض القوى السّياسية تتوجه صوبها في ردّة فعل هجوميّة غير مفهومة"، مضيفًا:"هناك بعض القوى داخل الحكومة هدّدت بالإستقالة في وقت سابق بسبب موضوع التعييات، وننتظر لنرى إذا كان هذا السبب الفعلي للتهديد أم أن هناك أمر آخر خلفه".

وشدّد عضو تكتل ​لبنان القوي​ على أن "​مجلس الوزراء​ أمام إمتحان لا يملك فيه ترف الوقت، وعليه في وقت سريع أن يخبر اللبنانيين عن خطته الاقتصادية، لأنّ ​الشعب اللبناني​ لم يعد قادرًا على تحمّل الأوضاع الحاليّة في ظلّ التفلت الحاصل بسعر صرف ​الدولار​"، مؤكدًا أن "على الحكومة اتخاذ موقف يطمئن الناس ويخرجهم من الواقع الضبابي الذي يسيطر على البلد".

ورأى معلوف أن "الجو العام في لبنان اليوم شبيه بما حصل في العام 1992، ولكن مع فارق وهو أن لبنان آنذاك كان خارجا من الحرب اللبنانيّة ودينه لا يتجاوز المليار دولار، مع وجود دول عديدة مستعدة لتسليفه الأموال، أما اليوم دين لبنان يبلغ عشرات مليارات الدولارات، ولا أحد في ​العالم​ مستعد لإقراضه مجددًا، خصوصا في ظلّ التجارب السيّئة مع كل الأموال التي دفعت في السابق من ​باريس​ واحد إلى الأمس القريب، حين كانت الحكومات تأخذ الأموال دون القيام بأيّة إصلاحات تُذكر"، معتبرًا أن "الذين شاركوا في لعبة العام 1992 هم أنفسهم يشاركون اليوم ويسعون لإسقاط رئيس الحكومة ​حسان دياب​، كما أسقطوا رئيس الحكومة الراحل ​عمر كرامي​ في السابق، ومواجهة هذا المخطط يتطلب جرأة كبيرة من الحكومة".

ولفت معلوف إلى أن "عدم قيام الحكومة بخطوات إصلاحيّة جديّة سيرتدّ سلبًا عليها، رغم أنّ الذين يسعون لعرقلتها لا يملكون أيّ بديل أو برنامج للحكم، بل على العكس اختبرتهم الناس طيلة عقود وأثبتوا فشلهم في إدارة البلد"، مشيرًا إلى أن "اللبنانيين يريدون معرفة الحقائق بالأرقام وإذا استمر الوضع على حاله فسنرى معظم الشعب اللبناني في الشارع".

من جهة أخرى، أكّد معلوف أن "آداء حاكم ​مصرف لبنان​ ​رياض سلامة​ من خلال التعاميم التي يصدرها دون التنسيق مع ​السلطة​ التنفيذيّة يزيد النقمة الشعبيّة عليه، ويهدّد الإستقرار في البلد ويأخذه إلى الفوضى، وبرأيي الشخصي ما يقوم به سلامة مقصود وأهدافه معروفة وموجهة ضدّ الحكومة والعهد".

وفي سياق منفصل، دعا معلوف "الشعب اللبناني إلى مواصلة الإلتزام بالإجراءات والتدابير الوقائيّة التي توصي بها الحكومة و​وزارة الصحة​ في إطار مواجهة فيروس كورونا المستجد"، مؤكدًا أن "الاجراءات التي اتخذتها الوزارة أثبتت جدواها وفعاليتها، وعلينا مواصلة العمل بها لأنّ أيّ خلل في هذا المجال يهدّد كل النتائج الإيجابيّة التي حصدها لبنان حتى اليوم".