صحيح أن ​حزب الله​ لديه إعتراضات كثيرة على آداء المصارف وكيفية تعاطيها مع المودعين لناحية حجز أموالهم، وصحيح أيضاً أن الأمين العام للحزب ​السيد حسن نصرالله​ إعتمد في الآونة الأخيرة أسلوباً تصعيدياً مع هذه المصارف، مطالباً إياها بفك أسر ودائع صغار المودعين لمواجهة الأزمة الإقتصادية ولجعل المواطنين المحجورين في المنازل بسبب التعبئة العامة و​فيروس كورونا​ قادرين على الصمود، لكن الأمر الذي تصفه مصادر مقربة من الحزب بـ"غير الصحيح" هو ما عمد البعض الى تسويقه في وسائل الإعلام، ومفاده، أن حزب الله بدأ ميدانياً حربه ضد المصارف، وهو الذي يحرك المجموعات التي تنفذ على الأرض الإعتداءات الليلية على فروع المصارف في المناطق.

المصادر المقربة من الحزب، تسأل عبر "النشرة"، كيف يمكن للحزب أن يكون وراء هذه الإعتداءات التي تجددت منذ أيام قليلة، وشرارتها الأولى إنطلقت من صيدا و​طرابلس​؟ فهل نسي البعض أن الإعتداء الأول مع تجدد التحركات سُجّل في صيدا حيث تم الإعتداء على فرع فرنسبنك وكيف إنتقلت هذه الشرارة وبسرعة لتحرق ​شارع المصارف​ في طرابلس؟ هل أصبح الحزب بحسب من حاولوا إتهامه بالحرب على المصارف قادراً على تحريك الشارع الطرابلسي؟ "بالتأكيد لا"، تقول المصادر المقربة من الحزب وتضيف، "ولو كانت هذه الإعتداءات منظمة ومبرمجة من قبل الحزب، فلماذا لم تكن البداية من الضاحية مثلاً التي تضم عدداً كبيراً من المصارف؟ نختلف معها نعم، ننتقد سياساتها النقدية التي أوصلت البلد وبالتعاون مع ​مصرف لبنان​، الى ما وصل اليه من إنهيار، أيضاً نعم، لكننا لا ندعو أو نحرض على حرق فروعها وتحطيمها".

هذه الإتهامات التي وجّهت الى حزب الله، والتي يعتبرها الحزب غير دقيقة ولا تمت الى الحقيقة بصلة، من المتوقع، وبحسب المتابعين، ان تحضر خلال إطلالة قريبة للسيد نصرالله يتناول فيها الحرب التي فتحت على المصارف من قبل مودعين أمنوا للمصارف على جنى أعمارهم، وفجأة إكتشفوا بين ليلة وضحاها أنهم غير قادرين على سحب ودائعهم بالدولار، وإذا كانت ب​الليرة اللبنانية​، سيسحبونها ولكن بعد تراجع قيمتها نسبة الى وصول سعر صرف الدولار الى عتبة الـ٤٢٠٠ قبل أن يعود ويتراجع حوالي ٨٠٠ ليرة بعد توقيف القوى الأمنيّة لعشرات الصيارفة الذين لا يلتزمون بتعاميم مصرف لبنان.

هو غضب شعبي طبيعي ومتوقع ضد المصارف بعدما لبستها تهمة ​سرقة أموال​ المودعين من قبل أصحاب الحسابات المصرفية المحجوزة. "غضب، وحتى ولو كان حزب الله متفهماً له، فهو بالتأكيد لا يدعو الى ترجمته على الأرض" هذا ما تردده المصادر المقربة من الحزب، وتكرر، متى يريد الحزب النزول الى الشارع والتعبير عن إعتراضه على شيء ما وبأسلوب معين، فهو لن يتردد أبداً في الإعلان عن ذلك".