وجه المونسينيور فرناندو أوكاريز رسالة بمناسبة ​عيد العمال​، بعنوان "العمل من أجل الإعتناء ب​العالم​"، قال فيها: "يدعونا عيد العمال إلى التأمل في الأبعاد التي فرضتها أزمة فيروس كورونا: وبادىء ذي بدء، أن هناك الكثير من الأشخاص الطيبين في العالم، وأن التقدم يجب أن يسير بموازاة احترام الطبيعة، وأننا مرتبطون بعضنا بالبعض الآخر، وأننا ضعفاء ولكي يكون مجتمعنا إنسانيا هو بحاجة إلى التضامن".

ولفت الى أنه "كجواب على هذا الوباء، يتم بشكل رئيسي تسليط ​الضوء​ على المهن المتعلقة بالعناية الشخصية. والتعابير المتعلقة بالإعتناء، تحتل العناوين: مرافقة، بكاء، حماية، إصغاء ... هذا الوضع يجعلنا نفكر في سبب وغاية كل عمل. وهكذا نفهم بشكل أفضل أن الخدمة هي روح المجتمع ، وهي التي تعطي معنى للعمل"، مؤكدا أن "العمل هو أكثر من ضرورة أو منتج. يذكر سفر التكوين بأن الله خلق ​الإنسان​ ليعمل ويعتني بالعالم. فالعمل ليس عقابا، إنما هو حالة الكائن البشري الطبيعية في الكون. من خلال العمل، ننسج علاقة مع الله ومع الآخرين، وهكذا يصبح بإمكان كل واحد أن يتطور بشكل أفضل كشخص".

وأشار الى أن "ردة فعل العديد من المهنيين المثالية، مؤمنين أم لا، أمام هذا الوباء، قد سلطت الضوء على بعد الخدمة هذا، وهي تساعد على الاعتقاد بأن الغاية القصوى لكل مهمة أو مهنة هي شخص ملموس، شخص لديه كرامة لا تضاهى. فكل عمل نبيل يرقى في النهاية إلى الإعتناء بالأشخاص"، مبينا أنه "عندما نسعى أن نعمل بأسلوب جيد من خلال الانفتاح على الآخرين، يكتسب عملنا معنى جديدا بأكمله، وبإمكانه أن يكون مناسبة للقاء مع الله. فمن المفيد جدا أن نقرن كينونة الشخص في كل عمل حتى في الأكثر رتابة، فالخدمة الحقة هي التي تتجاوز التعويض المكتسب".

ورأى أن "كل ​مسيحي​ هو ​كنيسة​، على الرغم من محدودياته الخاصة، فبالاتحاد مع ​يسوع المسيح​، يمكنه أن يحمل محبة الله في "حركة المجتمع الدائرية" كما بشر بها القديس خوسيماريا عندما تحدث عن القداسة من خلال العمل المهني. ومن خلال عملنا وخدمتنا يمكننا تأوين الإعتناء الذي يقدمه الله لكل شخص"، معتبرا أن "الاحتفال بالأول من أيار هو اليوم أيضا مصدر قلق بالنسبة إلى ​المستقبل​، بسبب انعدام الأمان الوظيفي على المديين ​القصير​ والمتوسط. ونحن الكاثوليك نلتجىء بقوة خاصة إلى شفاعة الحرفي ​القديس يوسف​، حتى لا يفقد أحد الرجاء ولكي نتعلم كيف نتكيف مع الواقع الجديد. وإننا نلتمس من أب الآباء أن ينير أولئك الذين يتعين عليهم اتخاذ القرارات لمساعدتنا على فهم أن العمل هو من أجل الشخص وليس العكس".

وشدد على أنه "في غضون الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة، سيكون مهما أن نحفظ في الذاكرة ما عشناه، كما طلب ​البابا فرنسيس​، مذكرا إيانا "وقد أدركنا أننا كلنا على نفس القارب، وكلنا معرضون للإنهزام ومضللون ولكن في الوقت نفسه، مهمون وضروريون، لأننا كلنا مدعوون إلى أن نجذف معا"، مضيفا: "كم هو جميل أن يحملنا هذا الأول من أيار إلى أن نتمنى أن تكون الحرية المستردة في نهاية الحجر حقا، حرية في خدمة الآخرين. وهكذا يضحي العمل بعد ذلك، وفقا لتصميم الله منذ البدايات، الإعتناء بالعالم وفي الأولوية بالناس المقيمين فيه".