افاد مراسل "​النشرة​" في صيدا، ان المرحلة الاولى من عودة ​الحياة​ الى طبيعتها تدريجيا استكملت اليوم بفتح السوق التجار، وسط اجواء هادئة وحركة خفيفة، بعد ليل متوتر عاشته المدينة حيث جرت عمليات كر وفر بين ​الجيش اللبناني​ ومحتجين من حراك صيدا، في اعقاب القاء المفرقعات والحجارة وقنابل المولوتوف على فرع ​مصرف لبنان​ وتحطيم واجهات عدد من ​المصارف​ في شارعي ​رياض الصلح​ الرئيسي وشارع حسام الدين الحريري حيث يتواجد العدد الاكبر من المصارف.

وجاءت خطوة السماح باعادة السوق التجاري وفق المراحل الخمسة التي اعلنتها ​وزارة الداخلية​ للعودة الامنة للحياة الطبيعية، في اعقاب انحسار فيروس "كورونا" من جهة، وارتفاع شكاوى الناس من ​الفقر​ والجوع ودق ناقوس الخطر من ​انفجار​ اجتماعي جراء الالتزام ب​الحجر المنزلي​ نتيجة التعبئة العامة واعلان حالة الطوارىء الصحية.

واوضح رئيس "​جمعية تجار صيدا وضواحيها​" ​علي الشريف​ لـ النشرة"، ان الخطوة تترك ارتياحا نفسيا في اطار بدء عودة الحياة الى طبيعتها، ولكننا في الوقت نفسه لا ننتظر الكثير من حركة البيع والشراء، ذلك ان القدرة الشرائية عند الناس معدومة وبالكاد تؤمن قوت يومها"، واصفا الوضع بانه "صعب جدا جدا"، قائلا "لقد فتحت غالبية المحال التجارية نحو 90% منها، ولكن الحركة ما زالت خفيفة، سنلتزم بمواعيد ​الفتح​ والاقفال وباتخاذ الاجراءات الوقائية لجهة التباعد وارتداء الكفوف والكمامات، وندعو الله ان يساعدنا على تجاوزز هذه المحنة الاقتصادية والتجارية التي لم يسبق لها مثيلا".

من جهة اخرى، باشرت ادارة المصارف ازالة اثار الاضرار التي لحقت بها، وزاولت عملها اداريا كالمعتاد، وسط اجواء من الترقب، وقد لوحظ ان عددا منها عمد امس الى تركيب بوابات حديدية مصفحة وقوية من اجل منع الدخول اليها وحرقها او محاولة العبث بمحتوياتها، في وقت شهد ​بنك عودة​ ازدحاما كبيرا بعدد الزبائن، ما اضطر ​القوى الامنية​ الى التدخل لتنظيم العملية والزام كل زبون ارتداء الكفوف والكمامات قبل الدخول وباعداد قليلة.

هذا وفتحت محال الصيرفة ابوابها ولكن اصحابها توقف عن التعامل نتيجة الاضراب الذي اعلنته النقابة من اجل الافراج عن الصرافيين الموقوفين لدى القوى الامنية، فيما بدا ​الدولار​ يتأرجح صرفه بين 3700 و3800 ليرة لبنانية في السوق السوداء الموازية.