رد عضو تكتل "​لبنان القوي​" النائب ​نقولا الصحناوي​، على المؤتمر الصحافي للنائب ​هادي حبيش​، نافيًا حصول إتفاق مسبق حول قانون ​العفو العام​، مؤكدًا أن "موقف ​التيار الوطني الحر​ كان واضحًا وعبّر عنه رئيسه النائب جبران باسيل بالتأكيد أن التيار سيصوت ضد القانون في حال عُرض على كمادة وحيدة"، مشدّدًا على أن "التيار أكد مرارًا أن المبادئ الأساسية التي نادى بها خلال إجتماعات اللجنة الخاصة بالعفو هي رفض أن يطال تجّار المخدرات، وكل من تلوثت يداه بدماء ​الجيش اللبناني​ والمدنيين، ولكن كان هناك إصرار من قبل البعض على أن يطالهم البند المتعلّق بتخفيف العقوبات"، مؤكدًا أن "الوطني الحر لم يكن يقايض ملفّ المبعدين إلى إسرائيل بملفات أخرى".

وفي حديث لـ"النشرة"، علّق الصحناوي على إتهام حبيش لـ"الوطني الحر" بالتدخل في شؤون القضاء، معتبرًا أن "البعض إخترع هذه الكذبة ويريد تصديقها"، متسائلا:"هل إذا كان هناك قاضية نزيهة ولديها جرأة للذهاب بعيدًا في ملفّات ثقيلة وخطيرة لم يجرؤ أحد على فتحها سابقًا تكون القاضية محرّكة سياسيًا"؟، معتبرًا أن "الحملة التي تُشن على النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية ​غادة عون​ هي بسبب الملفّات التي تجرأت على فتحها، وبصراحة مطلقة من يعرفها يعلم أنها تعمل بما يمليه عليها ضميرها، ولا يمكن لأحد أن يحرّكها".

وأوضح الصحناوي "اننا ننتظر قانون إستقلالية القضاء حتى نعطيه الأولوية اللازمة، لأن العنوان الأساسي لبناء الوطن هو وجود قضاء مستقل، الّذي لا ينزل علينا بالمظلّة، وطالما أن البلد مبني على الفئوية والمحاصصة هناك صعوبة في الوصول إلى قضاء مستقل مئة بالمئة، لأن الجسم القضائي في نهاية المطاف يشبه البلد".

وحول إقرار قانون آليّة التعيينات وذهاب الوطني الحر وحيدًا للتصويب ضده، أوضح الصحناوي، أن "هذا الطرح غير دستوري وسنذهب للطعن به، ولكن بعض القوى السياسية تعمل على تلميع صورتها"، معتبرًا أنه "إذا قيّدنا الوزير و​مجلس الوزراء​ بآليّات معينة، فإنّ هذا الإجراء يحدّ من هامش تحركهم ومن الممكن أن يوصل إلى تعيين أشخاص لا يتمتعون بالكفاءة اللازمة، فهناك أشخاص كفوئين في ​القطاع الخاص​ وإذا تم الحد من المرونة في التعيين عبر الآلية المقترحة سنصل إلى مكان يُعّين فيه أشخاص دون المستوى، وقد واجهنا هذا الأمر في أكثر من مكان بالفئتين الثانية والثالثة".

وحول ما يحكى عن تقييد التيار لعمل رئيس الحكومة ​حسان دياب​ خصوصا في موضوع ​الكهرباء​ ومعمل سلعاتا، لفت الصحناوي إلى أن "جزءا كبيرا من اللبنانيين أحبوا دياب لأنه أظهر صلابة وإرادة خلال الفترة الماضية، ومن المجحف بحقّه القول بأنّ التيار يضغط عليه للتراجع عن مواقفه، ولكن بالإقناع والحجة القوية لا شيء يمنع من لفت نظر المسؤول مهما كان كبيرًا، وفي ملف سلعاتا كانت حجتنا قوية، ونرفض إتّهام الحكومة بأنها حكومة التيار الوطني الحر و​حزب الله​".

من جهة أخرى، أشار عضو تكتل "لبنان القوي" إلى أن "الوطني الحر وحزب الله تمكنا من تجاوز أزمات كبيرة في السنوات الماضية رغم التباين في وجهات النظر بمواضيع عديدة، واليوم وصل البلد إلى مفترق طرق، ومن الضروري إعادة ترتيب الأولويات وهذا الأمر هو المفتاح الأساسي في السياسة والإقتصاد والشأن العامفي هذه المرحلة، ولا يمكننا أن نختلف مع الحزب حول الأولويات لأنّ واقع البلد لا يحتمل".

وفي الختام، ركّز الصحناوي على أن "التحركات الشعبية في 95 بالمئة من الشعارات التي تطرحها محقة، وهي تعبر عن مشروعنا الذي نعمل عليه لجهة ​مكافحة الفساد​ والمطالبة بدولة مدنية، ولكن على ​الحراك الشعبي​ أن يحصّن نفسه، والابتعاد عن إقفال الطرقات، كما أنّ عدم وجود قيادة لهم أمر خاطئ"، مؤكدًا "اننا ننظر للشارع كقوّة ضغط إيجابيّة، ولكن يجب أن تُجيّر لمصلحة البلد بعيدا عن التصرفات الهمجيّة والشعارات الخاطئة كشعار "كلن يعني كلن".