يتحرك لبنان على صفيح ساخن، كل الخيارات المأساوية مطروحة هنا من انفلات الأمن بشكل كامل الى عدوان اسرائيلي محتمل، وصولاً الى انهيار المنظومة اللبنانية.

التوصيف الدقيق للآتي بحسب مصادر دبلوماسية وأخرى قيادية في البلد يقول بأن لبنان في أحسن الأحوال سوف يشهد فوضى سياسية وامنية قد لا تتطور بالضرورة الى حرب اهلية ولكنها سوف تكون بمثابة انقلاب اجتماعي وسياسي وامني او «ميني حرب».

المؤسف، بحسب المصادر، أننا «دخلنا في المجهول.. لا الدولة الرسمية قادرة على اتخاذ قرارات جريئة بالتوجه شرقا والضغط على الغرب لتصحيح سياساته في لبنان، ولا محور المقاومة وتحديدا حزب الله قادر بأي شكل من الاشكال ان يقف متفرجا على العدوان الاميركي المدعوم عربيا لتجويعنا وفرض خيارات علينا في السلم عجزوا عنها في الحرب».

حجم الانقسام كبير هنا، تقول المصادر وتتابع «زاد عليه محاولات عربية لإبرام تسوية مع لبنان تحت اشراف واشنطن تقضي بمقايضة اسقاط حكومة دياب وايقاف قرار الانفتاح نحو الشرق بتعويم الاقتصاد اللبناني بشكل جزئي اي ترك لبنان يعاني ولكن بطريقة مدروسة اقصاها البقاء تحت سقف الانهيار المالي والاقتصادي الحالي».

عامل اخر دخل على الخط اللبناني أيضا من خلال الدور التركي المستجد والمتمثل بإشعال الساحة اللبنانية للمقايضة على ضمان حصة لهم في شمال سوريا، ولإحياء دور أنقرة في لبنان مجددا من طرابلس والشمال اللبناني، خصوصا ان الساحة هناك باتت، بحسب المعلومات، مهيأة لتعويم هذا الدور.

المعلومات المتوافرة هنا تقود الى معادلة أخرى تتمثل بـ «اخونة» لبنان من خلال قطر في تسوية مختلفة عن تلك التي قادتها الدوحة بعد ايار 2007 بإشراف عربي مباشر، فالتسوية المطلوبة اليوم تطرح تعزيز الدور القطري في لبنان على حساب الدور السعودي من خلال ضخ القطريين الاموال اللازمة سواء عبر ايداعات أو هبات لانعاش الاقتصاد وايقاف تدهور سعر الليرة. أكثر من ذلك، يتزايد الحديث في الآونة الاخيرة عن تحركات مريبة لبعض المجموعات داخل المخيمات الفلسطينية، وهناك تخوف جدي من توريط المخيمات في الازمة اللبنانية والتحركات في الشارع.

طبعا، العدوان الاسرائيلي لا يسقط من حسابات المعنيين في اي زمن.. قراءة كل المجريات والمعلومات المتوافرة تقول بأن العدو ليس بعيدا عن توجيه ضربة عسكرية للبنان في أية لحظة.. هنا بالذات تتقاطع معلومات عدة حول نشاط خلايا ارهابية واخرى تخريبية لاشعال كل الساحات اللبنانية تحت مسمى الثورة للتمهيد لهذا العدوان.

ولكن المفاجاة ليست هنا، ثمة قائل إن محور المقاومة قد يبادر بتوجيه الضربة الاولى ضد العدو الاسرائيلي، ليس مهما من اي نقطة تبدأ هذه الضربة طالما ان العدوان الاقتصادي يطال هذه المرة كل دول المحور، وما يصح في حالة الحرب العسكرية يصح في حالة الحرب الاقتصادية، وحسب مفهوم محور المقاومة فان الدفاع عن النفس واجب في اي حرب مع العدو.