في الاسبوع الاخير من أيار من العام 2018 إنتخب ​نبيه بري​ مرة جديدة رئيساً ل​مجلس النواب​ كما انتخب ​ايلي الفرزلي​ نائباً له. المفارقة ان من زكى الفرزلي وعزز من فرص فوزه هو تكتل "​لبنان القوي​" وإعلان رئيسه النائب ​جبران باسيل​ ان الفرزلي مرشحنا.

لم تدم هذه العلاقة الا لبضعة اشهر، حتى بدأت تتسرب معلومات من داخل التكتل عن "بوادر" خلاف بين الفرزلي وباسيل، وغياب "الكيمياء" بين الرجلين، الى ان تراكم النفور الى اربعة اشهر خلت . حيث بدأت تظهر آثار التباين الكبير الى العلن بين الفرزلي وفريق ​الرئيس ميشال عون​ بسبب "الظلم الذي طال الطائفة الارثوذكسية" في ​التعيينات​.

وتؤكد اوساط متابعة للعلاقة بين الطرفين أن الخلاف يعود الى اشهر ماضية، والسبب اخذ عون برأي باسيل في الكامل، وتهميشه آراء المقربين منه امثال الفرزلي. وهو ما ادى الى ابتعاد الفرزلي عن الدائرة المقربة من عون وابقائه على علاقة شخصية معه، كل ذلك كان بعيداً من الاعلام الى حين حصول التعيينات، حيث بدأ الفرزلي مهاجمته باسيل من دون تسميته في مختلف اطلالاته الاعلامية.

وفي نيسان الماضي طفا الى الواجهة الخلاف على تعيينات الطائفة الارثوذكسية ومنها تعيين ​محافظ​ ​بيروت​ وطرحت اسماء عدة بعد ان تأكد عدم الرغبة لبقاء ​القاضي زياد شبيب​ محافظاً لبيروت واعادته الى السلك القضائي.

وتقول الاوساط ان الاسماء التي كانت مطروحة لتكون بديلاً لشبيب كانت اكثر من 4 اسماء وغير اسم بترا خوري لكن اسمها سقط بـ"فيتو" ارثوذوكسي لتبقى اسماء ثلاثة: مروان عبود وزياد مكنا ووهيب دورة. ومن بين هذه الاسماء كان هناك مرشح للفرزلي ولم يؤخذ به وهو ما جعله يشعر بالتهميش بدوره في تكتل "لبنان القوي" حيث لم يؤخذ بحيثيته مضافاً اليها التهميش السابق للتعيينات وخصوصاً انه زكى اسماً له لمحافظة بيروت ودافع عنه بشراسة واراد ان يعين.

وتلمح الى ان ردة فعل الفرزلي الشديدة تمثلث بعد الاجتماع الارثوذوكسي الشهير الذي دعا اليه ​المطران الياس عودة​ وبحث في تهميش الطائفة الارثوذكسية والغبن اللاحق فيها والذي جمع فيه اركان الطائفة من نائبة رئيس ​الحكومة​ الى الوزراء والنواب السابقين والحاليين. ونتج عنه توجه المطران عودة في اتجاه الرئاسة الاولى حيث نجح اخيراً في تعيين القاضي عبود في محافظة بيروت ويا "دار ما دخلك شر".

وتلفت الاوساط الى ان الخلاف الثلاثي بين عون –الفرزلي- باسيل والذي تجلى اخيراً وبعد انتهاء "معركة" محافظ بيروت، بدأ يتوسع وتستعمل من اجل تظهيره كل الوسائل السياسية "المشروعة".

وما استدعى الانتباه اخيراً حركة الفرزلي السياسية الاخيرة بين ​عين التينة​ و​بيت الوسط​، ومواقفه التي تساير ​الحريري​ وتلاطفه وتغمز من قناة باسيل والحكومة وضرورة الذهاب في اتجاه حكومة وحدة وطنية، وان يكون الحريري رئيسها وكذلك دعوته في وقت سابق الى ضرورة حضور الحريري "​اللقاء الوطني​" في ​بعبدا​ شرطاً لميثاقيته ونجاحه.

وفي الايام الماضية اربكت حركة الفرزلي في اتجاه بيت الوسط واعلانه ضرورة مغادرة ​حسان دياب​ وان يكون الحريري الرئيس المقبل للحكومة الجديدة، باسيل وعون و"​التيار الوطني الحر​"، اذ فُهم من هذه الحركة لمن لا يقف على حقيقة العلاقة بين الثلاثي، ان زيارات ومواقف الفرزلي جاءت منسقة من عون وباسيل لتغيير الحكومة ولعودة الحريري وباسيل معاً في حكومة سياسية كاملة المواصفات.

وتقول الاوساط ان بعد ساعات على الاطلاع على فحوى مداولات زيارات ولقاءات الفرزلي وباسيل في عين التينة بعد لقائه الرئيس نبيه بري، تبين ان ما حكي عن تبديل حكومي لم يكن الا من باب "الزكزكة" من الفرزلي لعون وباسيل تحديداً. مع علم الفرزلي ان المرحلة غير مؤاتية لعودة الحريري، وان التوقيت السياسي لا يوحي الا بالمواجهة بالحكومة الحالية مع الاصرار الاميركي الاوروبي الخليجي على عزل العهد والحكومة وخنق "​حزب الله​" و​الشعب اللبناني​ الى الحد الاقصى.