لفتت "​جمعية المستهلك​ - ​لبنان​"، إلى أنّ "​وزارة​ التجارة و​الحكومة​ دعمت ​المازوت​، فاختفى المازوت في خزانات تحت الأرض بانتظار بيعها بضعفَي السعر أو أكثر، وزاد طلب صناعة الخزانات على الحدادين أضعافًا عدّة. حتّى "​مستشفى بيروت الحكومي الجامعي​" صار يشحذ المازوت ويصدر بيانات الشكر للسلطة السياسيّة الّتي اتّخذت قرار إخفائه". وأشارت إلى أنّ "التهريب إلى ​سوريا​ نشط أيضًا، ليستفيد بضعة تجّار وسياسيّين على ظهر الخزينة وأموال الناس"، منوّهةً إلى أنّ "المازوت متوفّر بكثرة لكنّه غير متوفّر بالسعر الرسمي، وقد اختبرت الجمعية ذلك عبر بضعة تجّار".

وأوضحت في بيان، أنّ "وزارة التجارة والحكومة دعمتا السلّة الغذائيّة والمكسّرات و"النسكافيه" وكريمات أساسيّة، اختفت السلّع المدعومة خلال ساعات أو أيّام، ونزلت في الأسواق حبوب فاسدة مسرطِنة وزيوت ذات روائح كريهة، من الواضح أنّها من مواد مخزّنة منذ زمن بعيد". وركّزت على أنّ "وزارة التجارة والحكومة دعمتا ​الدواء​ بأشكاله كافّة، وكان يجب عليها دعم أدوية الجنريك فقط (​الأدوية​ الجنيسية) اسوةً بكلّ دول ​العالم​. الكثير من الأدوية تختفي أيضًا في مخازن بانتظار الأسعار ب​الدولار​".

وأكّدت جمعية المستهلك أنّ "سياسات الدعم هذه اختارت تجّارًا محظيّين وامتنَعت عن آخرين، ما أدّى إلى احتكار المحظيّين وسيطرتهم على الأسواق وإلى صراخ المحرومين منهم. مثال اللحّامين في صيدا وتجار الزيت في ​النبطية​، ويؤكّد ذلك أيضًا شكاوى الكثير من التجّار، لنا وللمستهلكين، بعدم وصول أي مواد مدعومة لهم"، مبيّنةً أنّ "وزارة التجارة عزّزت الاحتكارات، الّتي هي واحدة من مصائب البلاد".

وشدّدت على أنّ "وزارة التجارة لا تمتلك أية قدرة على الرقابة وضبط هذا الوحش الّذي غذّته"، لافتةً إلى أنّ "الوزارة صرّحت أنّها تريد دعم الفقراء، أكثريّة الفقراء لم يلحقوا السلّة المدعومة الأولى، لأنّها تبخّرت قبل أن يسمعوا بها، ولن يلحقوا السلّة القادمة لأنّ التجّار على أهبّة الاستعداد لإخفائها".

وطلبت من الحكومة "تطبيق ​سياسة​ الدعم المباشر للمحتاجين من طبقات فقيرة ووسطى عبر معاشات شهريّة وقسائم، أسوةً بكلّ دول العالم. أمّا دعم التجّار، والمستوردين منهم بشكل خاص، فهو قلب للأمور رأس على عقب وهذا هو عين ​الفساد​"، مشيرةً إلى أنّ "بعض الوزراء يسألنا، كيف سيشتري التاجر بالدولار من الخارج إذا لم ندعمه بالدولار، انهم يخافون عندها من فقدان المواد الاساسية".

كما ركّزت على أنّ "المخازن مليئة، ويمكن للتاجر اللبناني الشاطر أن يأتي الوزراء والزعماء بلبن العصفور لو أَرادوا ذلك. وقد اختبرنا ذلك مدّة 16 عشر عامًا من عمر الحرب الأهلية". ورأت أنّ "وزارة التجارة أخطأت. عليها التراجع فورًا عن هذا الدعم الكاذب والاستماع إلى اقتراح "جمعية المستهلك"، مشيرةً إلى أنّه "يُقال التراجع عن الخطأ فضيلة؟ لا نرى سوى تشبّث بالخطيئة بينما الناس تنزف".