أكد وزير الخارجية الأسبق ​عدنان منصور​، في حديث لـ"النشرة"، أن "الضغوط الخارجية على ​لبنان​ مستمرة بشكل دائم، ولكن أساس مشكلتنا داخلي، وهي تتمثل بالعجز القائم وعدم وجود نية للعمل، وغياب المسؤولية عند معظم المسؤولين في الدولة، بالإضافة الى أن العقلية التي حكمت الادارة اللبنانية هي عقلية الصفقات، ولا شك أننا نعيش أوقاتًا عصيبة اليوم، نتيجة غياب خطة عامة شاملة للنهوض بالبلاد"، مشيرا الى أن "السبيل للخروج من الأزمة يكون بأن تتوفر الارادة الوطنية لدى الجميع، والمباشرة بالعمل وتطبيق القوانين بعيدًا عن المحسوبيات وذهنية ​المحاصصة​".

من جهة أخرى، اعتبر منصور أن "الحديث عن أن ​الولايات المتحدة الأميركية​ خففت ضغوطها عن لبنان غير واقعي"، مشيرًا إلى أن "تخفيف الضغوط يكون عبر اجراءات عملية تساعد البلد، إن كان على المستوى المالي أو من خلال دفع حلفائها وأصدقائها على التعاطي بإيجابية، وحتى الان لم تتخذ أي إجراء على هذا الصعيد"، مضيفا: "قد يكون الجانب الأميركي خفف مستوى الخطاب الكلامي لا أكثر".

وتطرق منصور إلى عريضة الاحتجاج على تصريحات السفيرة الأميركية في لبنان ​دوروثي شيا​، التي تقدمت بها كتلة "الوفاء للمقاومة"، مؤكدًا أنه "طبيعي، فلا يجوز لأي دبلوماسي في لبنان أو أي دولة أخرى أن يتجاوز الأصول واللياقات والإتفاقيات الدولية، وعليه

إحترام خصوصية البلاد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعندما يدلي بأي تصريح يجب أن يتجنب الإساءة للداخل اللبناني وسيادة البلد، وألاّ يزج أنفه في أمور لا تخصه وهذا ما تنص عليه إتفاقية فيينا في المادة 41".

وأوضح منصور أن "هناك إجراءات يمكن إتخاذها في حال تجاوز الدبلوماسي الحدود التي تنص عليها الاتفاقيات الدولية، بدءا من استدعاء السفير وتنبيهه، مرورا بإبلاغه أنه غير مرغوب به، وصولا إلى طرده، كما حصل مع سفيرة ​الإتحاد الأوروبي​ في ​فنزويلا​ قبل أسبوعين".

وفي ملف الحدود البحرية وما يحكى عن عودة الضغط الأميركي للبت بها، شدّد منصور على أنه "متواصل للقبول ب​ترسيم الحدود​ وفق خط هوف، ولكن حقوق لبنان واضحة وهو ليس بوارد التفريط بها في هذا الملف"، مشيرًا إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية تسعى لتعديل مهمات قوات الطوارئ الدولية "​اليونيفيل​" كي تصبح قادرة على التوغل داخليا، بينما مهماتها هي حراسة الحدود والسهر على تطبيق القرار الأممي 1701، الذي تخرقه ​إسرائيل​ بشكل مستمر برًا وبحرًا وجوًا، وموقف لبنان قوي في هذا الإطار".

وردًا على سؤال حول الإنقسام اللبناني فيما يخص مواقف الدبلوماسيين اللبنانيين في الخارج، وآخرها موقف الدبلوماسي أحمد سويدان في مجلس حقوق الإنسان بجنيف، اعتبر منصور أن "وسائل الإعلام تناولت موضوعه بطريقة غريبة، وهو للتصحيح ليس سفير لبنان انما هو عضو في بعثة لبنان، وحضر الجلسة بتكليف من السفير، وكالعادة يركّز المندوب الإسرائيلي على مهاجمة المقاومة، ومن الطبيعي ان يصوب مندوب لبنان الموقف".

وختم منصور: "ما أدلى به سويدان هو موقف لبنان الرسمي المعترف به في البيانات الوزارية، وجرى تضخيمه بطريقة غير مفهومة وكأن لبنان كان على وئام مع إسرائيل في السابق".