نظم ​اللقاء الارثوذكسي​ لقاء تضامنيا، تحت عنوان "أيا صوفيا معلم من معالم التراث العالمي"، وذلك استنكارا لقرار الرئيس التركي ​رجب طيب اردوغان​ بتحويل الكاتدرائية التاريخية من متحف الى مسجد. وفي مستهل اللقاء، رحب أمين عام اللقاء النائب السابق ​مروان أبو فاضل​ بالحضور "في هذا اللقاء الذي جاء حرصا منا على صيانة التوافق الوطني حول هذه القضية"، كما رحب ايضا بالذين امتنعوا عن الحضور، منوهاً بأنه "أتفهم اعتذاركم فبات كل شيء في لبنان حساسا ولكن هذا لا يفقد بالمحبة والاحترام شيئا".

ولفت ابو فاضل إلى أن "كاتدرائية ​آيا صوفيا​ شيدت بين سنة 532 و 537 واعتبر المبنى جوهرة العمارة البيزنطية وقيل أنها غيرت تاريخ العمارة وباتت رمزًا ثقافيًا ومعماريًا وأيقونة للحضارة ​المسيحية​ الارثوذكسية في الشرق"، مشيراً إلى أنه "في العهود البيزنطية باتت كاتدرائيةً أرثوذكسية، وأصبحت كاتدرائية كاثوليكية أثناء الحملات الصليبية الافرنجية، ثم مسجدا أثناء الامبراطورية العثمانية ومتحفا منذ سنة 1934 في جمهورية ​تركيا​ العلمانية وأدرجتها منظمة اليونيسكو سنة 1985 في لائحة التراث العالمي".

كما أفاد بأن "المحكمة التركية العليا أصدرت قرارا في 10 تموز 2020 بتحويل ايا صوفيا الى مسجد، وهنا أسأل الرئيس ​رجب طيب أردوغان​ في هذا اليوم بالذات: ما هو الدافع وأين الحكمة في هكذا قرار ينبعث منه معاني الاستبعاد والانقسام، الم تسمعوا بالموقف التاريخي للخليفة عمر بن الخطاب عندما دعي الى الصلاة في ​بيت المقدس​؟ وقد يبرر تحويركم الكاتدرائية من متحف الى مسجد للمجموعات الدينية الأخرى التى تسعى الى تزييف الاديان عبر رؤية محرّفة من هنا وحلم توراتي من هناك الى استسهال تحقيق تغيير معالم دينية أخرى، فقلبي وعقلي يحدّقان بكاتدرائية آيا صوفيا وبالقدس المغتصبة و​المسجد الأقصى​ و​كنيسة القيامة​".

وتوجه ابو فاضل لصاحب الغبطة برثلماوس الأول، سائلاً "ماذا جنيت من اعترافك بمحاولات التقسيم والشرخ في كنف الكنائس الارثوذكسية، ومن وقف معك اليوم في ما يتعرض له مباشرة الصرح الأهم في بطريركيتكم وأذكركم أن اخوانكم اختاروكم متقدما بين المتساوين لأنك بطريرك القسطنطينية وبالتالي آيا صوفيا بعهدتكم، فبربكم ماذا ستفعلون الآن؟".

ونوه كذلك بأنه "لقد سمعنا وقرأنا جميعا بارتياح عميق ردود الفعل المعبرة عن حزن عميق من المرجعيات الدينية العليا في الشرق والغرب، وفي مقدمتهم قطبي لقاء هافنا ​البابا فرنسيس​ و​البطريرك كيريل​ والدول الاجنبية مثل ​المانيا​ و​فرنسا​ و​اليونان​ وغيرها وفي ​العالم العربي​ دولة ​الامارات​ العربية المتحدة وغيرها".

بالتوازي، دان المجتمعون جميعا "العمل الاستفزازي الذي قامت به ​السلطات التركية​، داعينها الى الرجوع عن هذا القرار لما فيه مصلحة الامة جمعاء"، معتبرين اننا "مسلمين ومسيحيين نعبد الاله الواحد"، مؤكدين انه "لا تربطنا المادة بكنيسة آيا صوفيا بل الروابط الروحية". وأعربوا كذلك "عن حزنهم وامتعاضهم"، مؤكدين أن "ما يبلسم جراحنا غذاءنا الا وهو الله وايماننا بالذي قال لا تخافوا ممن يقتل الجسد بل خافوا من ذاك الذي بامكانه ان يرسل النفس والجسد الى جهنم، طالبين من الله مسامحة الذي أقدم على هذا العمل المدان".

واتفق الحاضرون كذلك على أن "القرار التركي يؤدي الى تأجيج الصراع الديني والحضاري ويخالف وثيقة الازهر بين البابا وشيخها التي ركزت على الآخاء"، معتبرين أن "هذا القرار يعرض مصير المسجد الاقصى وكنيسة القيامة لخطر تغيير معالمهما كونه وفر ارضية وذريعة للعدو كي يقدم على مثل هكذا اغتصاب".