علمت صحيفة "الشرق الأوسط" من مصدر أوروبي بارز ​مواكب​ للأجواء التي سادت المحادثات التي أجراها الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ في زيارته الأولى بأن "الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي ما زالت قائمة في موعدها لكن من الأفضل بأن يصار التحضير لها في إحداث خرق يسبق مجيئه على الأقل لجهة مبادرة ​الرئيس عون​ إلى تحديد موعد لإجراء ​الاستشارات النيابية​ المُلزمة لتسمية الرئيس المكلف تشكيل ​الحكومة​ ​الجديدة​"، مشددا على أن "الوقت ليس لمصلحة المنظومة الحاكمة أو القوى السياسية المعارضة، ورأى أنه من غير الجائز عدم مبادرة الجميع إلى ملاقاة ماكرون في منتصف الطريق، وهذا لن يتحقق إلا بإقرار عون وفريقه السياسي بأن تذرّعه في تحديد موعد لبدء الاستشارات النيابية المُلزمة في إجراء مشاورات سياسية تسبقها لتسهيل عمليّتي التكليف والتأليف ليس في محله، خصوصاً أن هذه المشاورات ليست ظاهرة للعيان".

ولفت إلى أن "جميع الجهات أكانت محسوبة على الموالاة أو المعارضة باتت مأزومة وأن النكبة التي حلت ب​بيروت​ باتت تحاصرها وأصبحت عاجزة عن الخروج منها، وهذا ما برز من خلال إحجامها عن النزول إلى الشارع على الأقل للتضامن مع المنكوبين الذين فاجأتهم كارثة الانفجار المدمّر في ​مرفأ بيروت​"، مشيرا الى أن "الطبقة السياسية باتت محاصرة ولم يعد أمامها من مفر إلا بتسهيل مهمة ماكرون المدعومة من ​المجتمع الدولي​، وهذا يتطلب منها أن تتوارى على الأقل مرحلياً عن الحضور بكل ثقلها في ​الحكومة الجديدة​ أو بأسماء مكشوفة في انتماءاتها لأن المزاج الشعبي ليس في وارد أن يبلعها".

ورأى المصدر أنه "لا مصلحة للقوى السياسية التقليدية أن تتعامل مع النصائح التي أسداها لها في جولته الأولى وكأنها لم تكن، وجميع هؤلاء في حاجة إلى تعويم"، مبينا أن "مجرد إشعارها ماكرون بأنها ما زالت تتموضع في المربّع الأول قد يضطر إلى إعادة النظر في عودته إلى بيروت على وجه السرعة".

ومع أن المصدر الأوروبي ينأى بنفسه عن التدخّل في الحكم الذي أصدرته ​المحكمة الدولية​ في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق ​رفيق الحريري​، يقول في المقابل إنه "لا قدرة لهذا الطرف أو ذاك على تعطيل ​تشكيل الحكومة​ الجديدة على قاعدة الاتفاق المسبق على برنامجها لإعادة إعمار بيروت و​تحقيق​ الإصلاحات و​مكافحة الفساد​ وتمكين ​الدولة​ من أن تستعيد هيبتها التي فقدتها بسبب الانفجار في مرفأ بيروت الذي أدى إلى إحراجها محلياً ودولياً لغياب الحضور الفاعل لأجهزتها في المرافئ وأيضاً في ​مطار بيروت​".

وأوضح المصدر أن "​لبنان​ لا يحتمل إقحامه في لعبة تقطيع الوقت، خصوصاً إذا ما أرادت ​طهران​ ترحيل تشكيل حكومة إنقاذية إلى ما بعد إجراء ​الانتخابات الرئاسية​ الأميركية"، معتبرا أن "حزب الله» لا يستطيع مراعاة حليفه ​النظام الإيراني​ في حال قرر الخوض في مغامرة انتحارية لأن الوضع المأزوم ينسحب على الحزب كما على الآخرين".