سأل متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم الأرثوذكس ​المطران الياس عودة​، خلال ترأسه قداس الأحد في كاتدرائية ​القديس جاورجيوس​ ​وسط بيروت​ "هل يجوز إهمال مصالح المواطنين إلى هذا الحد؟ هل فكرتم بالمشردين و​الشتاء​ على الأبواب؟ هل فكرتم ب​العام الدراسي​ المقبل وقد ضاع العام المنصرم؟ أمسموح أن يبقى البلد في ضياع وهو في أشد الأزمات؟ أمسموح تضييع الوقت والفرص ونحن في أمس الحاجة إلى كل دقيقة كي لا يضيع منا الوطن؟ أين رجالات ​الدولة​ الكبار الذين أرسوا قواعد الحرية والعدالة والديموقراطية؟ أين العقلاء الذين بحكمتهم ودرايتهم وبعد نظرهم ينتشلون ​لبنان​ من قعر حضيضه؟ أين ​الدستور​يون الذين يضعون الدستور وتطبيقه فوق كل اعتبار؟ أين الأحرار الذين وحدهم يخلصون لبنان؟ أين الأنقياء أصحاب الأيدي النظيفة والقلوب الطاهرة والضمائر الصاحية؟ هل يشعر المسؤولون بالخطر الداهم؟ هل ينصتون إلى أنين الشعب عوض الانصراف إلى تأمين مصالحهم؟ ماذا تريدون بعد من الشعب؟ أن تميتوه؟ لن تستطيعوا لأن الله حي وهو يعيل خليقته. أما أنتم فلا إله لكم سوى جيوبكم ومصالحكم، وقد تناسيتم أن كل أموالكم ستبقى هنا عندما تغادرون هذه الفانية. الغنى الحقيقي ليس ما نملك، بل ما نعطي، لأن العطاء يستمطر سخاء الله. أصبح الجشع سيد الموقف في لبنان. كيف سيعيش الفقير وهو محاط بمسؤولين وتجار و​مصارف​ يستنزفون آخر ما تبقى لديه من ممتلكات بعدما سلبوه كرامته وسني حياته؟ كيف ستواجهون ربكم يوم الحساب؟ الويل لكم عندما يرفع الله يده ليدافع عن خائفيه".