تروي اوساط واسعة الإطلاع في تحالف ​8 آذار​ الدقائق الاخيرة قبل الاتفاق على اسم السفير ​مصطفى اديب​. وتقول ان ​الاتصالات​ كانت جارية لتسمية الشخصية الاوفر حظاً لتولي ​رئاسة الحكومة​. وتكشف ان بعد اعلان الرئيس ​فؤاد السنيورة​ ترشيح اسم السفير ​مصطفى أديب​ ومن دون اغلاق الباب امام المرشحين الآخرين، ارسل الى "​حزب الله​" ثلاثة اسماء هي : اديب و​غسان عويدات​ و​محمد الحوت​ بشكل رسمي، فإختار "حزب الله" اسم مصطفى اديب بعد الاستفسار عنه وسط تأكيدات بوجود "حشوة دافعة" فرنسية لتبني ترشيحه.

وكان قبل ذلك بقليل تم التداول ايضاً بإسمي كل من وليد ومصطفى علم ​الدين​ ولكن وفق الاوساط سبق اختيار اسم مصطفى اديب اتصالات فرنسية وتولاها شخصياً الرئيس ​ايمانويل ماكرون​ وإتصل بالاقطاب المعنيين لتزكية الاسم وتبني تسميته ايضاً.

وعن ​الاستشارات النيابية​ الملزمة والتي جرت في ​بعبدا​ امس، تؤكد الاوساط ان اديب حصل على اكثرية نيابية وازنة وهناك توافق واسع على تكليفه وبالتالي اصبحت هوية المشاركين في الحكومة العتيدة معروفة.

فمع رفض "​الكتائب​" و"​القوات​" تسمية اديب صار من شبه المحسوم عدم مشاركتهما في الحكومة والفريقان اعلنا ذلك وابلغا المعنيين عبر وسطاء. اما النائب السابق ​وليد جنبلاط​ والذي سمت كتلته اديب فهو يسير في ركب التوافق ولو اعلن انه غير متحمس للمشاركة. وتقول قد لا يكون اعلانه عدم المشاركة حاسماً ويتضح قرار جنبلاط النهائي لاحقاً.

تحديد موعد الاستشارات النيابية غير الملزمة بين الرئيس المكلف و​الكتل النيابية​ اليوم وبعد انتهاء زيارة ماكرون، هي التي ستحدد عدد الحكومة وشكلها ومواصفاتها وهوية المشاركين فيها. وهناك مشاورات واتصالات للوقوف على هذه التفاصيل التي لم تحسم بعد. وحتى الكلام الذي يتردد عن مواصفات ومدة الصلاحية للحكومة ووظيفتها واولوياتها وبيانها الوزاري لم يتم التطرق اليها ولم تدخل القوى الاساسية في هذه التفاصيل.

وتلمح الاوساط الى ان المشاورات التي تجري على نار هادئة حالياً ترجح فرضية حكومة الاختصاصيين وعدم وجود "فيتو" على مشاركة اي مكون لا "حزب الله" او غيره. وسط توجه للمشاركة بغير حزبيين او وجوده نافرة او مستفزة لكن ذلك لا يزال في إطار الكلام العام ولم يتم الدخول في التفاصيل.

وعن مرحلة ما بعد التشكيل، تؤكد الاوساط ان المشهد التوافقي على اسم الرئيس المكلف والاهتمام الفرنسي والحضور المباشر للرئيس ماكرون مرتين في اقل من شهر يدلل على جدية

التعاطي الفرنسي مع ​لبنان​، ولكن من دون معرفة حجم التغطية الاميركية- ​السعودية​ للحكومة مع تأكيدات حاسمة من "حزب الله" و​ايران​ بالتعاون والايجابية الى اقصى حد.

وتشير الى ان "حزب الله" وعلى لسان امينه العام ​السيد حسن نصرالله​ اعلن منذ يومين في خطابه الاخير في العاشر من محرم انه سيكون ايجابياً وسيتعاون لانجاح الحكومة لان من مصلحة الحزب ككل القوى الاساسية في البلد ان يكون هناك حكومة عليها توافق وطني ومع غطاء دولي لكي تخرج البلد من ازماتها.

وتقول ان هذه الحكومة قد يراها المتفائلون فرصة ايجابية وتشكلت بظروف دولية واقليمية افضل من ​حكومة حسان دياب​. بينما قد يراها آخرون انها لن تكون لها مساحات كبيرة للعمل قبل بلورة صورة ​الانتخابات الاميركية​ قبل اوائل 2021 لذلك ستكون حكومة منع الجوع والانهيار وتأمين ​النفط​ و​الكهرباء​ و​الدواء​ و​الطحين​ واعادة اعمار المرفأ وما تهدم.

في حين سيعمد الرافضون لهذه الحكومة من حراك 17 تشرين الاول والاحزاب ​المسيحية​ المعارضة واليسارية الى مواجهتها في الشارع لاسقاطها ولن يكون لها فرصة عندهم على غرار ​حكومة الحريري​ المستقيلة في تشرين الثاني 2019 وحكومة دياب المستقيلة في اب 2020