لفت مفتي عكار زيد زكريا، خلال قيام فاعليّات ​فنيدق​ ومشمش وقرى ​جرد القيطع​ بزيارة وديّة إلى بلدة حرار، بعد الإشكال الّذي حصل على أرض حرار بين آل نعمان من فنيدق وبيت كساب من مشمش، إلى أنّ "من واجب الفاعليّات أن تعمل على عدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة، وأن يكون هناك تدارك للمشاكل قبل وقوعها، لأنّ أيدي الشر وأصحاب الرذيلة تريد لهذه المنطقة أن تفسد".

وركّز على أنّ "من المؤسف وبدل أن ننشغل جميعنا في البناء والتطوير، ترانا ننشغل في ترميم العلاقات فيما بيننا. ومع أن هذا الأمر فيه أجر، إلّا أنّه يؤخّر عن المطالبة بحقوق المنطقة وتحقيق التنمية فيها، ونراه يأخذ انتباهنا إلى أماكن أُخرى كنّا بغنى عنها لو تعقّلنا وتصرّفنا بوعي ومسؤوليّة أكبر".

من جهته، تمنّى رئيس ​بلدية مشمش​ محمد علي بري، أن "تحصل هذه اللقاءات بشكل دوري بين القرى والبلدات وكلّ مرّة في قرية أو بلدة، من أجل التأليف بين القلوب"، داعيًا إلى "رفع الغطاء عن أي مخلّ، ولتكن منطقة جرد القيطع واحة السلام والإستقرار والتعايش".

أمّا المختار علي عبدالكريم فألقى كلمةً باسم مخاتير حرار ألقاها، أشار فيها إلى أنّ "الحمد لله لا زال هناك أشخاص طيّبون يعملون للصلح وتعميم المحبّة. نحن في النهاية إخوة وأبناء منطقة واحدة وليس بيننا اعتذارات، وما يهمّنا أن لا تتجدّد مثل هذه المشاكل في المستقبل، وأن تكون اجتماعاتنا هذه تحصل بشكل مستمر وليس بعد إشكال أو حادث مأسوي".

بدوره، أوضح عضو "​كتلة المستقبل​" النائب ​وليد البعريني​، "أنّنا جئنا إلى هنا إلى بلدة حرار من مشمش وفنيدق وكلّ بلدات الجرد، لنقول إنّ حرار ليست متروكة وهي ليست لوحدها. فحرار هي من هذا النسيج ويعنينا ما يعنيها، ولها في قلوبنا المعزة والمودة هي وأهلها". وأكّد أنّ "ما حصل من استعراض مسلّح وقت حصول الإشكال أمر مرفوض. فبدل أن نرى الشباب يتسابقون على الصلوات في المساجد، وفعل الخيرات، وإغاثة الملهوف وإماطة الأذى عن الطريق، نراهم يتسابقون في الإستقواء على بعضنا البعض ونشر الفوضى وكأنّهم أمام خطب عظيم ويريدون تحرير ​القدس​".

وشدّد على أنّه "في الوقت الّذي نحن أحوج ما نكون إليه النهوض بمناطقنا وبلداتنا، يتشتّت تفكيرنا إلى جانب آخر لا يخدم مسعى النهوض المنشود، إنّما يقوّضه ويؤثّر سلبًا على علاقة التعاون المطلوبة بيننا"، مبيّنًا أنّ "النهوض بمناطقنا يحتاج إلى نهج مؤسّساتي وتعاون من الجميع، والتخلّي عن العنجهيّة والغرور والشخصانيّة وكلّ الصفات القبيحة الّتي تأخذنا إلى التهلكة".

كما ركّز البعريني على أنّ "الرجولة ليست في ممارسة القوّة وإظهار بأسنا على بعضنا البعض، إنّما الرجولة في كيفيّة تخطّي المشاكل وامتلاك النفس عند الغضب. أنتم أهل شهامة وعلينا أن نستغلّ شهامتنا ورجولتنا للنهوض بمناطقنا وحماية بعضنا البعض والدفاع عن مصالحنا في وجه من يعبث بها لكي لا تضيع جهودنا وقوانا سدى". ولفت إلى "أنّنا دأبنا أن نقف مع المظلوم، ونردع الظالم. نقف مع الحقّ أينما كان، ومن أراد أن يتصرّف على هواه ويتخطّى الأعراف والأصول في تصرّفاته، فالدولة هي السلطة للتعامل مع كلّ مخلّ ونحن تحت سقف الدولة، وعملنا هذا يساهم في تعزيز دور الدولة في بسط ​الأمن​ وتحقيق الأمان، وعلى الدولة بالمقابل أن لا تنسى أنّ هناك مواطنين ومناطق محرومة وعليها واجب تنميتها والعناية بها وبأهلها".