أشارت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، عقب اجتماع لها برئاسة رئيسها المطران ​أنطوان نبيل العنداري​، إلى أنّ "شهرًا كاملًا مرّ على الزلزال المريب الّذي ضَرب العاصمة ​بيروت​ وضواحيها، من دون أن تظهر نتائج التحقيق لغاية الآن، في ظلّ كارثة حلّت بشعب ودمّرت ممتلكاته وتراثه وثقافته وطموحاته، وأثّرت على حاضره ومستقبله"، لافتةً إلى "أنّنا إذ نتقدّم مجدّدًا بالعزاء لأهالي الضحايا البريئة ونتمنّى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين وعودة سريعة للمشرّدين إلى بيوتهم، نستغرب التباطؤ غير المبرّر في الكشف عن خلفيّات الانفجار، مؤكّدين عدم جواز التعمية على الحقائق وضرورة تحديد المسؤوليّات".

وطالبت في بيان، الدولة والجهات المانحة بـ"الإسراع في إعادة الإعمار وتأهيل المباني المتضرّرة، ليتمكّن الناس من العودة إلى منازلهم قبل حلول فصل الشتاء ولئلّا يبقى مهجّر واحد في وطنه، داعين إلى التحقّق من وصول المساعدات إلى مستحقّيها الفعليّين وعدم ذهابها يمينًا وشمالًا. وطالبت أيضًا بـ"اعتبار ضحايا ​انفجار مرفأ بيروت​ ضحايا الفساد والإهمال وتراخي الدولة، ونطلب من الدولة اعتبارهم شهداء الوطن وتخصيص تعويضات شهريّة لعائلاتهم، إسوةً بغيرهم من الشهداء أبناء الوطن".

وركّزت اللجنة الأسقفيّة على أنّ "بعد أسبوع على تكليف السفير ​مصطفى أديب​ ​تأليف الحكومة​، نأمل أن تتكلّل جهوده بوضع تشكيلة وزاريّة منسجمة مؤلّفة من اختصاصيّين مستقلّين في أسرع وقت ممكن، بيعدًا عن مصالح القوى السياسيّة وشروطها ترجمةً للتعهّدات الّتي قطعتها هذه القوى والكتل أمام الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ بتسهيل عمليّة ​تشكيل الحكومة​، والابتعاد عن ​المحاصصة​ السياسية واحتكار حقيبة من هنا أو من هناك، على أن تكون الحكومة العتيدة حكومة طوارئ مصغّرة تُعيد الثقة وتحقّق نقلةً نوعيّةً في ​مكافحة الفساد​ وتطبيق الإصلاحات الضروريّة، لاستقطاب المساعدات الدوليّة والعربيّة ل​لبنان​ كي يتمكّن من النهوض مجدّدًا واسترجاع عافيته".

وذكرت أنّ "الحياد الناشط الّذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ يحظى بمزيد من التأييد والدعم الشعبي والسياسي، إلّا من بعض الّذين يصرّون على زجّ البلاد في أتون حروبهم وصراعاتهم ومشاريعهم الخارجيّة الّتي لا تشبه لبنان بشيء، فيما ​البطريركية المارونية​ لم تنطق يومًا إلّا بكلمة الحق في وجه الباطل، ولم تعبّر إلّا عن إرادة لبنانيّة حقيقيّة وثوابت وطنيّة تاريخيّة، ولا ولاء لها إلّا للبنان".

وشدّدت على أنّ "لذلك ومع انطلاق المئوية الثانية للبنان الكبير، فليكفّ البعض عن محاولاته اليائسة لتزوير هويّة لبنان وتغيير وجهه الحضاري والتعدّدي، والتوقّف عن محاصرة الشرعية بفائض قوّة خارج لإطار الدولة، الّتي يعود إليها وإلى قواها الأمنيّة فقط الحقّ الحصري بحمل ​السلاح​. وليكن الحياد الناشط نقطة انطلاق المئوية الجديدة للبنان الجديد".

كما توجّهت اللجنة الأسقفيّة بالشكر إلى ​البابا فرنسيس​، على "عاطفته وتسليط الضوء في المقابلة العامّة على الوضع اللبناني يوم الأربعاء 2 ايلول 2020، ولفتته الأبويّة بإحتضان ​العلم اللبناني​ وتقبيله وإيفاده أمين سر دولة ​الفاتيكان​ الكاردينال بياترو بارولين، إعرابًا عن التضامن والدعم للبنان بمبادرات ماديّة محسوسة من دون تمييز، وعدم تركه في عزلة عن العالم، وتشديده على ضرورة التمسّك بالارض والتجذّر بها وعدم بيعها".