اعتبر ​السفير الأميركي​ الأسبق في ​بيروت​ ​جيفري فيلتمان​، أن "التوصل إلى اتفاق إطار بين ​لبنان​ و​إسرائيل​ برعاية أميركية لبدء محادثات حول ​ترسيم الحدود​ البحرية بين البلدين فرصة جيدة للبلدين لتمكينهما من استخدم مواردهما الطبيعية في البحر"، متسائلا عما إذا كان "​حزب الله​ قد سهل عملية الوصول إلى الاتفاق مع إسرائيل الذي أعلنه رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ لتحويل الأنظار عن عرقلته ل​تشكيل الحكومة​ اللبنانية على أن يقوم بعرقلة المفاوضات في وقت لاحق"، متوقعا أن "يبقي حزب الله على ورقة ​مزارع شبعا​ "كذريعة وحجة للحفاظ على ترسانته العسكرية التي تشكل خطراً على لبنان".

وعن سبب توقيت الإتفاق، اوضح أن "الإصرار الأميركي بأن هذا الأمر يمكن إنهاؤه وكذلك الأزمات الاقتصادية التي يواجهها لبنان، وعملية استكشاف ​النفط​ الأولى التي جرت في البلوك رقم 4 في ​شمال لبنان​ لم تكن جيدة ولم تشر إلى وجود احتياط كاف من ​الغاز​، والاعتقاد السائد اليوم هو أن البلوكات في ​الجنوب​ والموجودة في المناطق المختلف عليها تحتوي على موارد أكبر، إضافة إلى ​الوضع الاقتصادي​ المالي العام في لبنان، بحيث أنه لو استطاع لبنان استخدام احتياط الغاز الموجود في البحر تجارياً فإنه قد يوفر على المدى الطويل وليس على المدى ​القصير​ موارد كبيرة للدولة اللبنانية".

وأبدى قناعته بأن "رئيس مجلس النواب نبيه بري، كالمسؤولين الإسرائيليين، أخذوا هذا القرار لأنهم رأوا أنه يصب في مصلحة أمنهم القومي، بري رآه في مصلحة الأمن القومي للبنان لمحاولة إيجاد سبيل لحل الخلافات الحدودية البحرية والبرية، أما في ما يتعلق بحزب الله، علي أن أتساءل إن كان الحزب سيسمح بتقدم الاتفاق دون أن يحاول عرقلته هذه المرة، كما حاول عرقلة ترتيبات مشابهة في الماضي لأنه يحاول تحويل الأنظار عن حقيقة عرقلته تشكيل حكومة في لبنان، وآمل أنه عندما تبدأ المحادثات التي تستضيفها ​الأمم المتحدة​ وبتسهيل ووساطة من ​الولايات المتحدة​ أن نرى الطرفين يأخذان مقاربة عقلانية وبناءة وإيجابية لحل هذه المسألة استناداً إلى سنوات من المحادثات سابقا، وآمل ألا يحاول حزب الله تحويل الأنظار الآن عن موضوع عرقلته تشكيل حكومة جديدة وبعد ذلك يحاول عرقلة المحادثات عندما تبدأ".

وأبدى توقعه بأن يكون بري قد "قام بمشاورات مع كل الأحزاب الأساسية قبل الموافقة على اتفاق الإطار، ولا أعتقد أن بري قد وافق على الاتفاق دون أن يعرف إن كان لديه ​الضوء​ الأخضر من حزب الله أو على الأقل عدم وجود ضوء أحمر من الحزب، شريكه في البرلمان".

واعلن أنه "كأميركي أتمنى أن يتوصل الإسرائيليون و​اللبنانيون​ إلى إيجاد سبيل لإنهاء حال الحرب بين الدولتين وتخفيف مخاطر وقوع حرب في ​المستقبل​، وإذا نجحت المحادثات في حل مسألة الحدود البحرية ومسألة الثلاثة عشرة نقطة المتحفظ عليها عبر ​الخط الأزرق​ وحل، على الأقل، بعض المشاكل الحدودية البرية فقد يكون ذلك خطوة إيجابية ولكنها لن تكون مشابهة لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مثل العلاقات بين ​الأردن​ وإسرائيل ومصر وإسرائيل ومؤخراً بين ​الإمارات​ و​البحرين​ وإسرائيل، لنركز الأنظار الآن على البناء على اتفاق الإطار للوصول إلى حل للمناطق الحدودية، التي ستسمح للبنانيين والإسرائيليين الاستفادة من مواردهم الطبيعية وتفادي خطأ محتمل في الحسابات في المنطقة المتنازع عليها".

وشدد على أن "العقوبات أداة سياسية وتستخدمها الولايات المتحدة لدعم ​سياسة​ معينة. وأعتقد أن ​واشنطن​ ستقرر بشأن أي عقوبات في المستقبل استناداً إلى قناعتها ما إذا كانت العقوبات ستدفع سياسة معينة، وأنا مقتنع الآن أن الأميركيين مركزون على كيفية السير قدما، واستناداً إلى اتفاق الإطار، في حل قضايا كادت تؤدي إلى صراع والتي منعت استخدام الموارد الطبيعية من قبل الدولتين والتي استخدمها حزب الله بصراحة كواحدة من تبريراته عدة مرات، وأي شيء يمكن عمله لتخفيض إحتمال النزاع هو أمر إيجابي. والنظر في كيفية حل قضايا حدودية بشكل سلمي أفضل بكثير من محاولة استخدام وسائل عسكرية أو ​صواريخ​ لإثبات حقائق على الأرض".

وعن مزارع شبعا، "أتساءل ما إذا كان حزب الله يتطلع إلى أن يحتفظ بكعكته ويأكلها في نفس الوقت كما يقال باللغة الإنجليزية. يعني أن يسمح بحل قضية الحدود البحرية من خلال اتفاق الإطار الذي رعاه الأميركيون، فيمكن للبنان أن يستفيد من احتياطات الغاز. وربما يحل أيضاً الخلافات البرية بعد عام 1967، أي الحدود اللبنانية الإسرائيلية حيث قامت ​قوات اليونيفيل​ بالكثير من العمل في هذا الصدد مع الطرفين، إذ هناك فقط 13 نقطة أحد الأطراف لديه تحفظات عليها، وقد يكون ممكناً حل هذه المسائل الحدودية ولكن هذا لا يحل مسألة مزارع شبعا مما يبقي لحزب الله عذر وحجة للحفاظ على ترسانته التي تشكل خطراً على لبنان".