أطلقت "منظمة ​مالطا​ في ​لبنان​"، بالشراكة مع مؤسّسة "سرادار" مشروعًا زراعيًّا ببُعدٍ إنساني، تحت شعار "صحتنا بزراعتنا -Healthy, We Grow". يرتكز المشروع على توفير 1.2 مليون شتلة من مختلف أصناف المزروعات الشتوية لنحو 350 مستفيد من صغار ​المزارعين​ المنتشرين في عددٍ من مناطق توزّع مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لمنظمة مالطا في لبنان، في كلّ من: ​الخالدية​ (​زغرتا​)، القبيّات، ​رأس بعلبك​، برقا، ​دير الأحمر​ في ​البقاع الشمالي​ و​يارون​ في ​الجنوب​.

ويهدف المشروع إلى تمكين العائلات والمجتمعات المحلية من خلال تنمية ​القطاع الزراعي​ ودعم صغار المزارعين وتعزيز استمراريّة عملهم وبقائهم في أرضهم، عبر تحفيزهم على الطرق الزراعية والأساليب الذكيّة التي تراعي العوامل المناخية، بما يضمن إنتاجًا محليًّا صحيًّا وسليمًا ويحفظ الموارد الطبيعيّة. وتكمن أهمية المشروع في تبرّع كلّ مزارع/ة مستفيد/ة بنسبة 5٪ من إنتاجه/ها الزراعي ليتمّ توزيعها من خلال المركز الرعائي المعني، على الشرائح الاجتماعية الأكثر حاجة التي تستفيد بدورها من التقديمات الصحية للمنظمة.

والجدير ذكره، أنّ الشتول المقدّمة ستساهم أقله في توفير نحو 1250 طنًّا من الإنتاج الزراعي الطازج، ما يعزّز القدرة الاقتصادية والشرائية للمزارعين ويحسّن ظروفهم المعيشيّة، ويتيح بالتالي إمكانيّة تأمين منتجات صحية بأسعارٍ معقولة وبكلفةٍ أقل تمكّن الشرائح الاجتماعية ضمن ​البيئة​ المحيطة بالمزارعين، من الحصول على الغذاء السليم. ويأتي اختيار هذه الأصناف باعتبارها زراعاتٍ شتوية حيويّة تدخل ضمن أسس النظام الغذائي اللّبناني وتشكّل مصدرًا غنيًّا بالفيتامينات ومضادات الأكسدة والألياف. كما أنّها لا تستهلك الكثير من ​المياه​ والأسمدة، وتحافظ بذلك على الموارد المائية والطبيعية وتحدّ من التلوّث والمخاطر الصحيّة.

وفي كلمته، رأى رئيس "الجمعية اللبنانية لمنظمة مالطا" السيد مروان صحناوي، في "المشروع تجربة أوليّة نموذجيّة تجسّد الترابط الوثيق بين قطاعَي ​الزراعة​ و​الصحة​ ومختلف القطاعات باعتبارها حلقة متكاملة لنمط حياةٍ سويّ، حيث أنّ تعزيز سبل العيش عبر الزراعة، يساهم في توفير إنتاج صحي محليّ وفي ترسيخ الأنماط الغذائية السليمة، ما ينعكس إيجابًا على الصحة الفردية والمجتمعية والجهود المبذولة في المجال الرعائي والاستشفائي وفي مسار ​تحقيق​ ​الأمن​ الغذائي، لا سيّما في خضم الأزمات المتتالية التي شهدها لبنان، تزامنًا مع الغلاء الفاحش وتدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية للفئات الاجتماعيّة الأكثر تعرّضًا للمخاطر".

من جهتها، أشادت رئيسة مؤسّسة سرادار السيدة ماريا سرادار، بتصريحات صحناوي، وأثنت على "الشراكة الفاعلة مع منظمة مالطا في لبنان، حيث تأتي في سياق المسار الاستراتيجي لمواجهة تحديات التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية، والتي كشفت بشكل جدّي الحاجة الملحّة للتعاون من أجل تجاوز ​الأزمة​ الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، سواء لناحية خلق فرص عمل والنهوض بالقطاعات الاقتصادية أو لناحية تعزيز الأمن الغذائي عبر الاستفادة من الأراضي الخصبة في مختلف المناطق اللبنانية، وبالتالي تأمين بدائل للزراعات والسلع والمنتجات المستوردة".