اشار رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ النائب السابق ​وليد ​جنبلاط​​، في حديث صحفي، الى انه "سقطنا في دوامة من الانهيار ال​اقتصاد​ي والإغلاق ف​لبنان​ يعتمد على التدفقات ​المال​ية بأموال من الخارج، والمليارات التي وصلت في وقت ما في عهد رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ تم إنفاقها بشكل سيئ في نظام فاسد للغاية. من يتهم؟ ​المصرف المركزي​ اللبناني؟ المالية؟ إنها حلقة مفرغة، وكانت هناك حيل لجذب المال وكسب ​الفائدة​، واستفاد منها الجميع بلا استثناء من المدخرين الصغار إلى الأقوياء"، موضحاً انه "لأسباب داخلية ، فشل لبنان في الإصلاح مثل ​الكهرباء​، ونحن ناشدنا الفرنسيون تصحيح هذا القطاع الأساسي لجعله يعمل بشكل صحيح ، لكن لم يتم السماع لهذا الامر".

وشدد على ان "الرئيس الفرنسي ايمانويل ​ماكرون​ كان من الجيد ان يأتي الى لبنان لكي يعلمنا درسا واضحا، فدعونا نحاول حل المشاكل التي يمكن إصلاحها، وهي الإصلاحات، والكهرباء، وإعادة رسملة البنوك، وانا اقبل الانتقاد رغم أنني من السياسيين المهمين، لكني لا أملك كل التروس، ولكن بعد زيارته، لعب البعض بذكاء، آخرون، من الموالين ل​إيران​، يلعبون بمرور الوقت، فهم يراهنون على ​الانتخابات الأميركية​ في تشرين الثاني المقبل، وتبقى العناصر الرئيسية لمبادرة ماكرون، ولكن من سيترجمها على أرض الواقع"؟، موضحاً ان "​الاقتصاد​ لدينا متشابك مع اقتصاد ​سوريا​ المتحاربة، فنحن لا نسيطر على حدودنا من ​الميناء​ إلى الحدود البرية، فمثلاً نستهلك 1.2 مليار ​دولار​ من ​الأدوية​ لستة ملايين نسمة، وهذا كثير، فكارتل المستوردين أقوى من ​الدولة​، ويتم دعمه عندما لن يكون هناك المزيد من الدولارات في احتياطات ​البنك المركزي​ في غضون بضعة أشهر، لذا لا يوجد حل سياسي انتقالي للأزمة اللبنانية"، لافتاً الى ان "​الشيعة​ و​حزب الله​ والأجنحة ​المسيحية​، وبدرجة أقل ​السنة​، لا يؤيدون فصل الدين عن الدولة، ونحن نقترح برلماناً غير طائفي مع مجلس شيوخ طائفي لتهدئة عصابة الكهنة والشيوخ".

وبيّن جنبلاط ان "​انفجار​ الميناء في ​بيروت​ كان الضربة القاتلة، والعملة اللبنانية لم تعد تساوي شيئاً والنخب تغادر، ولقد حان وقت الخروج، فلبنان كان رائداً في النشر و​الصحافة​ والتعددية و​الحياة​ الفكرية، مع جامعات عالية الجودة، وكنا ​مستشفى​ الشرق الأوسط لكن أطبائنا يغادرون بأعداد كبيرة"، مشدداً على ان "​الكتل النيابية​ هي التي ترشح شخصية ل​تشكيل الحكومة​، والحريري يأخذ المشكلة بطريقة خاطئة من خلال التشاور مع القوى ويسألهم ما إذا كانوا مع "أجندة إصلاح ماكرون" أم لا، والأمر متروك للكتل أن تسأله عن برنامجه، ولكن انا لن أستلمه، وهو يدعي أنه سيشكل حكومة غير سياسية، لكنه هو نفسه زعيم سياسي، ولقد حجزت العقود الكبيرة مسبقًا وزاراتهم، والمالية، وربما ​الصحة​ للشيعة، والشؤون الداخلية، وربما ​الاتصالات​ السلكية واللاسلكية للسنةـ وانا أرفض أن يُنظر إلي على أنني أقلية من الدرجة الثانية ونفس الشيء ينطبق على الكاثوليك، وبدرجة أقل الروم الأرثوذكس".

وعن المفاوضات المتعلقة ب​ترسيم الحدود​ أوضح جنبلاط ان "​ايران​ ترسل من خلالها رسالة إلى ​الولايات المتحدة​ وبعد ذلك إلى ​إسرائيل​، ولا أعرف كم من الوقت ستستغرق المحادثات، وإسرائيل بحاجة إليها لأنها دخلت محور اهتمام استراتيجي للنفط والغاز مع قبرص ومصر واليونان ضد ​تركيا​، ويحتاج ​اللبنانيون​ لهذا الامر، لأنه يمكن أن يجلب لنا الموارد إذا تمت إدارتها بشكل جيد".