مما لا شك فيه ان مساعي التكليف والتشكيل اصيبت بالتخثر الذي يمنع تدفق الترياق المنقذ للمبادرة الفرنسية بطبعتها الحريرية ورغم انقلاب حصل في موقف الرئيس ​سعد الحريري​ الذي اعلن عدم رغبته في الترشح لترؤس اي حكومة وقبوله بترشيح وتكليف الدكتور ​مصطفى اديب​ الذي اعتذر عن اكمال مهمته نتيجة ضغوط متزايدة مورست عليه من نادي رؤساء الحكومات الاربعة عاد الرئيس سعد الحريري وانقلب على موقفه الرافض وبشكل مفاجأ وعبر برنامج تلفزيوني اعلن نفسه مرشحاً طبيعياً لتشكيل حكومة انقاذية.

وفجأة ايضاً صار مسموحاً ما كان ممنوعاً على مصطفى اديب وبالنسبة للحقائب الوزارية المحرمة على "​حركة أمل​" و"​حزب الله​" في زمن الدكتور مصطفى اديب صارت محللة مع الرئيس سعد الحريري

اما اختيار امل و"حزب الله" لوزرائهم فهو امر مرفوض في وقت مصطفى اديب اما وبعد قبول الرئيس الحريري التكليف والتشكيل لحكومة "المهمه" فان التسمية صارت مسألة فيها وجهة نظر

ليس من قبيل المصادفة اعلان الرئيس سعد الحريري ان الحكومة المنوي تشكيلها لديها مهمة خاصة ولمدة ستة اشهر فقط

وليس من قبيل الصدفة اعلان الرئيس الحريري عن موقفه الجديد بالتزامن مع اعلان الرئيس ​نبيه بري​ عن اطار التفاوض مع ​العدو الاسرائيلي​ حول ​ترسيم الحدود​ البحرية ولفترة تمتد الى ستة اشهر فقط

اللافت ان الاعلان عن اطار التفاوض مع العدو الاسرائيلي جاء بالتزامن مع اعتذار مصطفى اديب وقبول الرئيس سعد الحريري الترشح للتكليف ولتشكيل حكومة انقاذيه سميت بحكومة "المهمه"

وعلى الرغم من كلام النائب ​وليد جنبلاط​ الموجه للرئيس سعد الحريري بنبرة عالية وانتقاده على اقدامه باجراء استشارات تسبق ​الاستشارات النيابية​ الملزمة اضافة الى عدم التزامه تسمية الرئيس الحريري تعمد جنبلاط حشر الحريري بحقائب وزارية معينة تسند للطائفة الدرزية دليل على عدم حماسة جنبلاطية بتسمية الحريري

اما كلام رئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ كان بمثابة الاعلان عن ضرورة ادخال المبادرة الفرنسية بنسختها الحريرية غرفة العناية الفائقة وتلزيم رئيس اختصاصي غير حزبي على رأس فريق من الاختصاصيين وذلك لضمان معالجة هذا التخثر الخطير في شرايين حكومة المهمة بمعنى اخر فان وصفة جبران باسيل تفرض على الرئيس الحريري طرق المعالجة التي تعتبر من خارج اختصاص الرئيس الحريري

ان المهمة الموكلة للحكومة العتيده وان كانت بالعلن هي مهمة اقتصادية انقاذية بيد ان ما خفي هو مهمة ابعد من انقاذ ​الوضع المالي​ اللبناني المتأزم واذا ما راجعنا انقلاب موقف الرئيس الحريري واسراعه بتسويق مبادرته والوعود بتكفل الرئيس الفرنسي ب​مساعدات​ ماليه دولية بالتنسيق مع الجانب الامريكي فلا يمكن اغفال جانب "الرشوة" بمساعدات مالية مقابل اقصاء "حزب الله" عن اي حكومة ترافق المفاوضات اللبنانية مع العدو الاسرائيلي من جهة بهدف تكبيل "حزب الله" عسكرياً وسياسياً ومن جهة اخرى لضمان مصالح شركات ​التنقيب​ الفرنسية الامريكية في مياهنا وعلى حساب اللبنانيين و من خلال المبادرة الفرنسية بطبعتها الحريريه