وضب مزارعو ​التبغ​ في ​الجنوب​ انتاج أراضيهم الزراعية، والذي من المقرر، حسب معلومات "​النشرة​"، ان تبدأ إدارة حصر التبغ والتنباك "​الريجي​" تسلمه في 26 من الشهر الجاري، مع وعود قطعتها الإدارة للمزارعين بتحسين الأسعار وزيادة 50 بالمئة على سعر الكيلو الواحد، والذي يتراوح ما بين 12 الى 13 الف ليرة، وذلك نظرا لارتفاع كلفة ​الزراعة​ من مياه واسمدة وحراثة وعمالة.

نائب رئيس ​الاتحاد العمالي العام​ في ​لبنان​ ورئيس اتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ في لبنان المهندس ​حسن فقيه​، أوضح عبر "النشرة"، أن "هذه ​السنة​ كانت صعبة على ​المزارعين​، إذ انهارت فيها العملة الوطنية وتضاعفت أسعار الحراثة والزراعة والمبيدات، كما ارتفع سعر ضمان الأراضي 3 مرات عما كانت عليه سابقا خلال المواسم الماضية"، لافتاً إلى أنه "في الجنوب 50 الف دونم مزروعة بالتبغ، وتنتج سنويا 5 ملايين كيلوغرام عدا عن انتاج ​البقاع​ و​الشمال​".

ولفت فقيه إلى أن "المزارعين قلقون جدا من بقاء الأسعار كما كانت سابقا، وكان لنا حوار مع إدارة الريجي والتقيت المدير العام ​ناصيف سقلاوي​ وهو يتفهم مشكلة المزارعين ويسعى لتحسين وضعهم وتطوير شأنهم، وكان هناك سلسلة من المشاريع التنموية التي قامت بها إدارة حصر التبغ والتنباك، بالتعاون مع النقابات واتحاد التبغ لتدعيم وتحسين البنية التحتية الزراعية بشكل عام، وخاصة في الأرياف حيث اقيامت العشرات من أحواض جمع ​المياه​ و​الطرقات​ الزراعية".

وشدد فقيه على ان "هذا العام، أي سعر سيعطى سيكون قليلا على المزارع بسبب انهيار العملة الوطنية، كاشفاً ان "الأسعار ستزيد 50 بالمئة عما كانت عليه في السابق، ونحن نأمل ان تشكل ​الحكومة​ ويتراجع ​الدولار​ وان تعود لليرة قيمتها الشرائية ويعاد لهذه الزراعة اعتبارها".

وأوضح فقيه أن "العمل في زراعة التبغ معقد ومتعب ومضنٍ، حيث يبقى العامل من الفجر حتى المساء، وهي من الزراعات المتأصلة في تاريخنا وربت الأبناء وعاش عليها الأجداد".

في سياق آخر، لفت المزارع أبو علي قاسم، وهو من سكان بلدة يحمر، الى ان "التبغ هو زراعة منزليّة متعبة وقاسية وان الأسعار ان بقيت كما كانت السنة الماضية متدنّية فان خسارتنا كبيرة، وعندها لن نسلم المحاصيل وسنقوم باحراقها اشرف لنا لان إدارة الريجي تحقق أرباحا طائلة وتقدمها للخزينة فهل نحن أغنى من ​الدولة​؟ لذلك سوف نذهب لتسليم المحصول وندقّ ناقوس الخطر من إبقاء الأسعار على حالها".

من جهتها، أوضحت المزارعة فوزية ابو دلّة "اننا موعودون بالحصول على أسعار افضل بكثير من السابق أي ان الكيلو الواحد سيصل سعره الى 25 الفا، وهذا يعطينا جزءا من حقّنا بدل تحقق ادارة الريجي للدولة أرباحا على ظهورنا وتعبنا".

في المحصّلة، وعَد المسؤولون في هذا القطاع برفع سعر التبغ وفقاً لطلبات المزارعين، لكن هل ستتمكّن هذه الزراعة من الصمود في ظل المصاعب التي تمر بها؟!.