أشار الوزير السابق ​طراد حمادة​، إلى أن "لبنان لا يُحسد على الوضع الذي يعيشه في هذه المرحلة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية"، معتبرًا أن "الطبقة الحاكمة عندنا ليس لديها القدرة على تداول السلطة بطريقة تؤمّن مصالح البلد، أو أن تصل إلى تسوية تفضي إلى تشكيل حكومة قادرة على إدارته".

وفي حديث لـ"النشرة"، جزم حمادة أنه "رغم الضغوط الخارجية إن كان لجهة العرقلة أو الحثّ على التشكيل، تبقى الخلافات الداخلية هي السبب الأساسي لعرقلة تشكيل ​الحكومة​، ومن هنا أدعو رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​ إلى تشكيل حكومة وفاقية لبنانية، وسيجد أن لبنان باستطاعته النهوض، كما أن الخارج سيضّطر لدعمها والتعاون معها، أما الخشية والمراوحة فلن توصل إلى مكان سوى المزيد من التدهور".

ورأى حمادة أن "المشكلة في لبنان ليست بحكومات الوحدة الوطنية، بل بكتلة من الفاسدين التي دمّرت البلد"، معتبرًا أن "التغيير لا يمكن أن يحصل من خلال حركة ثوريّة سريعة، بل من خلال صندوق الإقتراع بانتظار الانتخابات النّيابية المقبلة، وإلى ذلك الموعد علينا أن نحترم التوازن النيابي الموجود"، مشيرًا إلى أن "رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ يريد أن يضمن من خلال الحكومة العتيدة مسائل محدّدة تؤمن له بعض الراحة في الحكم خلال السنتين المتبقيتين من عمر العهد علّه يحظى بفرصة في ​الانتخابات الرئاسية​ القادمة، ولكن من طلب الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه".

وشدّد حمادة على أن "لبنان قادر على النهوض وهو بحاجة إلى حوالي 20 مليار دولار خلال عامين، ولدينا موارد بشريّة ومن خلال حكم إصلاحي رشيد نستطيع الخروج من النفق المظلم، وهنا يحضرني المثل القائل: "اذا نظرت إلى المرآة وشاهدت قبح وجهك، أصلح وجهك ولا تكسر المرآة" وبالتالي لا بد من إصلاح الخلل في البلد".

وعن العزلة العربية للبنان، رأى حمادة أن "بعض ​دول الخليج​ العربي تسير وفق السياسات الاميركية وهي تقاطعنا تماشيًا مع الطلب الأميركي، وهذه الدول ضد المقاومة ودعمت الارهاب على مستوى التأسيس والتدريب والتجهيز، في حين كان لبنان أول دولة عربية تهزم الارهاب، ولا يستطيع أحد تحميل حزب الله مسؤولية المواقف العربيّة تجاه البلد، كما أن موقعنا بجوار فلسطين المحتلة يجعلنا معنيّين بالصراع مع إسرائيل بشكل مباشر ومن واجبنا الدفاع عن أنفسنا في وجه الاحتلال".

وتطرّق حمادة إلى المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ​ترسيم الحدود​ البحرية، مُبديًا اعتقاده بأننا سنحصل على حقوقنا رغم كل الدعم الأميركي لاسرائيل، ولكن بشرط أن نفاوض من موقع القوة، مشيرًا إلى أن "المفاوضات عبارة عن عض أصابع ولبنان قادر على الصمود فيها كونه يملك كل أوراق القوة، ومهما طالت سيحصل على حقوقه في المياه والنفط".

وفي الختام، ورغم تأكيده أنه ليس خيارًا مستحيًلا، استبعد حمادة لجوء الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ إلى خيار الحرب في الشهرين المتبقيين من ولايته، مُعتبرًا أن "لا تأييد في أميركا لهذا الامر بل على العكس فإن الكونغرس ووزارة الدفاع بالإضافة إلى الإستخبارات يرفضون اللجوء للحرب، وهذه الأمم تسير وفق سياسات الدولة العميقة، وبالرغم من أن ترامب قادر على دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الحرب، ولكن باعتقادي وبالنظر إلى موازين القوى والتوازن العسكري في المنطقة فإنه لن يكون خيارًا مجديًا، كما أن خسارة ترامب للإنتخابات وعدم لجوئه للحرب قد يجعلان منه مرشحًا رئاسيًا مرة جديدة في العام 2024".