ركّز ملك ​السعودية​ ​سلمان بن عبدالعزيز آل سعود​، على أنّ "هذا العام كان عامًا استثنائيًّا، حيث شَكّلت جائحة "كورونا" صدمةً غير مسبوقة طالت العالم أجمع خلال فترة وجيزة"، مشيرًا إلى أنّ "شعوبنا واقتصاداتنا ما زالت تعاني من هذه الصدمة، إلّا أنّنا سنبذل قصارى جهدنا لنتجاوز هذه الأزمة من خلال التعاون الدولي".

ولفت في كلمته خلال بدء أعمال القمة الافتراضيّة لقادة دول ​مجموعة العشرين​ (G20) في ​الرياض​، إلى "أنّنا تعهّدنا في قمّتنا غير العادية في آذار الماضي بحشد الموارد العاجلة، وساهمنا جميعًا في بداية الأزمة بما يزيد على واحدٍ وعشرين مليار دولار لدعم الجهود العالميّة للتصدّي لهذه الجائحة"، مبيّنًا "أنّنا اتّخذنا أيضًا تدابير استثنائيّة لدعم اقتصاداتنا، من خلال ضخّ ما يزيد على 11 تريليون دولار لدعم الأفراد والشركات، وتمّت توسعة شبكات الحماية الاجتماعيّة لحماية الفئات المعرَّضة لفقدان وظائفهم ومصادر دخلهم".

وشدّد الملك سلمان على "أنّنا قمنا بتقديم الدعم الطارئ للدول النامية، ويشمل ذلك مبادرة مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الدين للدول المنخفضة الدخل"، مؤكّدًا أنّ "مِن واجبنا الارتقاء معًا لمستوى التحدّي خلال هذه القمة، وأن نطمئن شعوبنا ونبعث فيهم الأمل من خلال إقرار السياسات لمواجهة هذه الأزمة؛ وهدفنا العام هو اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع".

وذكر أنّ "علينا في المستقبل القريب أن نعالج مواطن الضعف الّتي ظهرت في هذه الأزمة، مع العمل على حماية الأرواح وسبل العيش"، منوّهًا إلى "أنّنا نستبشر بالتقدّم المحرز في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفيروس "كورونا"، إلّا أنّ علينا العمل على تهيئة الظروف الّتي تتيح الوصول إليها بشكلٍ عادلٍ وبتكلفةٍ ميسورة". وأوضح أنّ "علينا الاستمرار في دعم ​الاقتصاد العالمي​، وإعادة فتح اقتصاداتنا وحدود دولنا لتسهيل حركة التجارة والأفراد. كما يتوجّب علينا تقديم الدعم للدول النامية بشكلٍ منسق، للحفاظ على التقدّم التنموي المحرز على مرّ العقود الماضية".

وأعلن أنّه "ينبغي علينا تهيئة الظروف لخلق اقتصاد أكثر استدامة، ولذلك قمنا بتعزيز مبدأ الاقتصاد الدائري للكربون كنهج فعال لتحقيق أهدافنا المتعلّقة بالتغيّر المناخي"، داعيًا إلى "مكافحة تدهور الأراضي والحفاظ على الشعب المرجانية والتنوّع الحيوي، ممّا يعطي مؤشّرًا قويًّا على التزامنا بالحفاظ على كوكب الأرض".