يقول كتائبي سابق لا يزال على صلة ب​القيادة​ الحالية للحزب، أن رئيسه ​سامي الجميل​ بات منزعجا جدا من الانتقادات التي تتناوله في الصالونات من أنه حوّل ​الكتائب​ إلى مقاطعة متنية لضمان سيطرته على قراره. فهو من ​بكفيا​ ونائبه نقيب المحامين السابق ​جورج جريج​ من قرنة ​الحمرا​، والأمين العام ​سيرج داغر​ من بكفيا. في حين أن ما لا يقل عن نصف اعضاء المكتب السياسي، و٨٠ في المئة من الهيئة الناخبة في الحزب هم من ​المتن الشمالي​. ويضيف الكتائبي السابق أن بيت الكتائب المركزي تمتلئ مكاتبه بوجوه جديدة مستقدمة من "حركة لبناننا" ، وهي لا صلة لها بالكتائب ودورها وتاريخها، وبالتالي، اذا صدف أن أحد الكتائبيين القدامى أو المخضرمين زار البيت المركزي للحزب، يجد نفسه غريبا، وإن استقبال من في المكاتب له يفتقر إلى الحرارة، ويشوبه شيء من اللامبالاة.

ولأن واقع الأمر هذا بات يشكل مصدر ازعاج للشيخ سامي، خصوصا في ضوء الانتقادات الحادة تجاه فتح بيت الكتائب لمجموعات ​الثورة​ الطرابلسيين وسواهم من يساريين واسلاميين لدى فرارهم من وجه ​القوى الأمنية​ بعد تخريبهم الوسط التجاري، قرر القيام بخطوات رمزية استيعابية، فاعاد إحياء منصب النائب الثالث لرئيس الحزب، بعدما جرى الاستغناء عنه في المؤتمر العام السابق للكتائب بتعيين الدكتور كميل الطويل في هذا المنصب، والأخير كان مديرا لمكتب القوات في ​ألمانيا​ الغربية في زمن ​بشير الجميل​، ومن بعد مسؤول ​أوروبا​ قبل الانتفاضات، وقد امضى وقتا طويلا في الخارج، وان تسلمه هذا المنصب لن يزيد أو يضيف شيئا، باستثناء استقدام ​مساعدات​ مالية وعينية للحزب من الحزب الديموقراطي المسيحي في ألمانيا الذي تربط الطويل علاقات جيدة به منذ الثمانينيات.

الا أن الابرز في الموضوع هو محاولة استمالة بعض الوجوه القديمة الحزبيّة عن طريق إعادة تكوين هيئة الشورى الكتائبية التي يتولاها حاليا الإعلامي ​جورج شاهين​، من خلال إسناد رئاستها إلى الوزير السابق ​جوزف الهاشم​، حيث يعول الجميل على استقطابه لعدد من القدامى. وقد استقبل الأخير الهاشم وبحث معه في الموضوع، ودعي إلى زيارة إذاعة ​صوت لبنان​ التي تولى مديريتها العامة و​رئاسة​ مجلس إدارتها، منذ العام ١٩٧٥ حتى اخراجه منها في العام ١٩٨٩ بالتوافق بين رئيس الكتائب وقائد ​القوات اللبنانية​ يومذاك جورج سعاده و​سمير جعجع​. وبدأ تحضير الأجواء لهذه الخطوة.

ولكن ليس هناك من هو قادر على اجتراح المعجزات، ولا عودة الرئيس المؤسس للحزب إلى ​الحياة​، سيرد للكتائب "مجدها القديم".