عقد ​المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى​ جلسة برئاسة مفتي ​الجمهورية​ ال​لبنان​ية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​ في ​دار الفتوى​ وتم التداول في الشؤون الإسلامية والوطنية.

وأعرب المجلس في بيان عن "قلقه الشديد أمام عمليات الالتفاف المتكررة على الأسس والقواعد ​الدستور​ية التي تنظّم عمل السلطات السياسية وتحدّيد صلاحيات كل منها وقواعد التعاون فيما بينها"، محذرا من أن "التمادي في خرق هذه الأسس والقواعد، ومحاولة فرض وقائع جديدة استجابة لمزاجية شخصية ومصالح فئوية خاصة، يوجه طعنات مدمّرة الى النظام السياسي الذي ارتضاه ​اللبنانيون​ والذي يقوم على مبدأ عمل السلطات وتحديد صلاحيات كل منها وقواعد التعاون فيما بينها . كما انه يهدد صيغة العيش المشترك، ويوجّه طعنات مدمرة للمبدأ الذي تقوم عليه دولة الدستور والمؤسسات".

وحذّر المجلس أيضاً من ان "الإصرار على هذه التجاوزات اللادستورية واللاوطنية يتكامل مع الانهيار الاقتصادي والمالي ومع الشلل السياسي الذي يعاني منه اللبنانيون وكأن الغاية السوداء هي جرّ لبنان، دولةً ومجتمعاً، الى هاوية لا قرار لها، بدلاً من التعاون ​المخلص​ والصادق على حشد كل الطاقات والإمكانات للنهوض به، وإعادة الاعتبار اليه، وطنا للعيش المشترك ومنبرا للحرية واحترام كرامة ​الإنسان​".

وسأل المجلس عن "الأسباب الكامنة وراء تأخير إعلان نتائج ​التحقيقات​ في الانفجار الرهيب في ​مرفأ بيروت​، ذلك ان عائلات الضحايا والمنكوبين والمتضرّرين تنتظر بفارغ الصبر معرفة الحقيقة حول ملابسات هذه الجريمة المروعة، ومن يقف وراءها. فما وقع في مرفأ بيروت كان جريمة ضد الإنسانية، والتغطية على المرتكب، أياً كان، مشاركة له في هذه الجريمة"، مشيرا إلى "أننا فوجئنا بتدبير من خارج السياق العام ترتفع حوله أكثر من علامة استفهام ويتجاوز كل الأعراف والقوانين وينتهك حرمات دستورية تتعلق ب​رئاسة مجلس الوزراء​. إنها أشبه بالهروب إلى الأمام، وهي في الحسابات الأخيرة مجرد إيهام مضلل بالتقدم في التحقيق، وعليه يؤكد المجلس ان المس بمقام ​رئاسة الحكومة​ يطال كل اللبنانيين لا ​طائفة​ فحسب وما جرى من ادعاء مغرض على رئيس الحكومة هو مؤشر خطير يرمي الى غايات ونوايا سياسية معروفة الأهداف للنيل من الرئاسة الثالثة".

وأبدى المجلس "ألمه الشديد جراء اتساع وتعمّق ظاهرة اللاثقة الدولية والعربية ب​السلطة​ الرسمية في لبنان، وعدم التعاون معها بل وحتى توجيه الاتهامات اليها. ولاحظ المجلس أن هذه الظاهرة تتماهى مع المواقف الجريئة التي عبّر عنها الرأي العام اللبناني باتهام جهات في السلطة بانها تستعصي على الإصلاح والحكم الرشيد"، متسائلا عن "أسباب استمرار عدم الإفراج عن مرسوم ​التشكيلات القضائية​ الذي يعطّل عدم صدوره دور القضاء في الإصلاح الذاتي وفي أداء مهمته لإعلاء شأن العدالة".