أشار رئيس ​الرابطة المارونية​ النائب السابق ​نعمة الله أبي نصر​، خلال الإجتماع السنوي للجمعية العمومية، الى أن "الجمعية تنعقد و​لبنان​ يغرق في ازمة لم يشهد لها مثيلاً تهدد الكيان في الصميم وتطرح أسئلة موجعة حول مصير دولة لبنان الكبير تضعنا أمام واقع مأساوي نقف عاجزين عن مواجهته والتصدي له، وأثبت اننا عاجزون عن الإجتماع والحوار واستنباط الحلول من دون وسيط أو رقيب، أو وصي لدرجة أن السياسيين أنفسهم اعترفوا بهذا ​العجز​، فاستسلموا له واعترفوا بأن حلّ أزمة لبنان لم يعد بيد أبنائه".

وأضاف: حان لنا أن نحزم أمرنا، وأن نكفّ عن التطلع إلى الخارج شرقاً وغربًا ، وأن نجد أنفسنا حيث يجب أن نكون، في لبنان الوطن الدائم النهائي لجميع أبنائه.

ورأى أبي نصر اننا " لسنا في ازمة ​تأليف​ ​حكومة​ ، بل في أزمة حكم ونظام. ودعا إلى التحرر أولاً من قدسية ​الطائف​ ودستوره والمباشرة في حوار وطني عام لابتكار نظام جديد عصري يعيد للوطن معناه الكياني، وديموقراطيته التعددية التوافقية، بما يضمن استمرار هذا الكيان التاريخي، المميز بنوعيته،الذي نشاهد تخريبه بفعل الإرتهان للخارج" وحثّ أبي نصر على تأليف حكومة تضرب ​الفساد​ وتعيد للبنانيين ثقتهم ب​السلطة​، وتتصدى للجوع و​البطالة​ وتوقف نزف ​الهجرة​،" وأعلن تأييد الرابطة المارونية التدقيق الجنائي شرط شموله كل المؤسسات. واعتبر أن المساس بودائع اللبنانيين المقيمين والمنتشرين، والمودعين العرب، يزعزع الثقة والصدقية ب​القطاع المصرفي​ في لبنان، لأن فقدان الثقة به يؤدي إلى انهياره برمته".

وتساءل عن مصير ال​تحقيق​ ب​انفجار​ ​المرفأ​، وأن الشعب يريد أن يرى القصاص يحلّ بمرتكبيه والمسؤولين عنه.

وأيّـد الحياد الإيجابي الذي طرحه البطريرك ​الراعي​، داعيًا إلى وتحصينه بتأييد شعبي واسع، والتفاعل الإيجابي معه بإطلاق حوار وطني لبلوغ هذا الهدف.

وتطرق أبي نصر في كلمته إلى موضوع هجرة ​الشباب اللبناني​ مناشدًا من يسعى إليها عدم مجاراة المخطط الرامي إلى تيئيس الشباب ودفعهم إليها مؤكدًا أن الحل ليس بالهجرة، محذرا من التلاعب بديموغرافية لبنان بالتجنيس و​التوطين​ والهجرة وبيع الأرض، لصالح طائفة دون أخرى، مما سيكون له التأثير المباشر على السلطة التشريعية. ودعا إلى التصدي ل​ملف النازحين السوريين​ ومعالجته باسقاط " الفيتو " الدولي عن عودتهم الآمنة إلى بلادهم. وذكّر بأن طعن الرابطة المارونية ب​مرسوم التجنيس​ أعطاها الصفة والمصلحة بالطعن في أي قرار يضرّ بالمصلحة المارونية وأن هذا الحق ستمارسه الرابطة كلما دعت الحاجة، مشددا على حق المنتشرين في المشاركة ب​الانتخابات​ ترشيحًا واقتراعًا أينما وجدوا.

وختم أبي نصر مسلّطًا ​الضوء​ على الواقع المسيحي، والماروني، فوصفه بـ " الغائب والمغيب، تطوّقه صراعات حادة في حروب سياسية مفتوحة ،وحملات إعلامية ذات منحى تدميري بين أطراف العائلة ​المسيحية​ الواحدة. " وكشف أنه " سبق أن طلبنا من ​بكركي​ السعي إلى جمع رؤساء التيارات المتناحرة لإقرار مرجعية شورية يحتكمون إليها وتكون ب​رئاسة​ البطريرك. وقد حاولت التحرك لتحقيق ما اقترحنا لكنها لم تلقَ بعد قبولا يشجعها على المضي فيه لأسباب لا مجال لذكرها"

وقد تلا الأمين العام للرابطة ​جورج الحاج​ البيان الإداري، مقدمًا جردة بما قام به المجلس التنفيذي في العام ٢٠٢٠ مركزًا على إنشاء خلية طوارئ شكلّها المجلس توّلت بفضلها الرابطة من جمع وتوزيع ٤٠٠٠ حصة غذائية على ٣٥٠ بلدة في مختلف المناطق أصابت العائلات الاشد فقراً وعوزًا، فيما تولت ​لجنة الصحة​ توزيع أدوية ومستلزمات صحية مرسلة من مؤسسات دولية على ​المستشفيات​ ومراكز الرعاية الصحية. في حين تسلمت لجنة الانماء الزراعي ١٨،٥طنا من المواد الغذائية والالبسة هبة من ​اوستراليا​ ، وشاركت في ورشة عمل بنيروبي حول مشروع الإيمان من أجل الأرض، وتقديم محطة للرصد الجوي لبلدية كفرذبيان. كذلك وزّعت لجان التضامن الاجتماعي، والشؤون الاجتماعية والتربية ​مساعدات​ مالية على ​العائلات المحتاجة​ والف حرام في نطاق ابرشية بيروت ، وقرطاسية على ​الطلاب​ الأكثر عوزًا. وانجزت لجنة العلاقات العامة ترجمة كتاب" تقسيم قبرص ١٩٧٤ ونكبة ​الموارنة​" إلى اليونانية ليوزع على موارنة ​الجزيرة​. ونظمت لجنة الثقافة محاضرة لانطوان خوري حرب بعنوان " لبنان أرض مقدسة ومعابده تشهد" ووضعت لجنة البيئة في الرابطة مشروعاً لتشجير الاحراج التي التهمتها ​الحرائق​، وهي في صدد وضع آلية تنفيذه.

على صعيد آخر، وعلى الرغم من جائحة ​الكورونا​ ، نظمت لجنة الشؤون الاجتماعية والأنشطة الداخلية العرس الجماعي الحادي عشر الذي تقدم إليه ٢٥ ثنائياً، حيث تكلّل كل ثنائي في رعيته. ونال ٧ ملايين ليرة لبنانية ك​مساعدة​. وتكفلت اللجنة بمصاريف العرس.

إلى ذلك قدمت الرابطة إلى ​مزار سيدة لبنان​ في ​حريصا​ مجسماً يمثّل البطريرك الحويك بمناسبة ​مئوية لبنان​ الكبير. وستتم إزاحة الستارة عن المجسم في ٢٣ الجاري في المزار برعاية وحضور الكاردينال الراعي.

ومن المشروعات الطموحة للرابطة ، مباشرتها التحضير لأكبر تطبيق الكتروني ماروني، يضمّ المؤسسات والكنائس المارونية في ​العالم​.

التقرير المالي

وعرض أخيراً أمين الصندوق في الرابطة المارونية عبده جرجس التقرير المالي وتضمن مشروع ​الموازنة​ للعام 2021 وقطع الحساب عن العام ٢٠٢٠، فأقرّ بالإجماع.