اشار العلامة ​الشيخ قاسم قبيسي​ الى انه "كلما إشتدت الأزمات كلما إزدادت المشاكل النفسية والمناكفات داخل الأسرة والبيت، حتى تخال أن البيت والعائلة هما المكان المناسب لإفراغ المصاعب المتراكمة على عاتقنا نتيجة صعوبة ​الحياة​. في حين لا يمكن لأحد أن ينكر صعوبة المرحلة التي نمر بها جميعا سواء من البعد الإجتماعي أو الإقتصادي أو الأمني أو غير ذلك، وهو كثير".

ولفت العلامة قبيسي في تصريح له، الى ان "بلادنا ومع الأسف ولاَّدة للأزمات تكثر فيها التناقضات وتتعدد فيها وجهات النظر في معالجة الأحداث وهذا ما يزيد التوتر أكثر، إلا أن هذا لا يعني أن من حقنا أن نغفل النظر أو نتهاون في حماية بيوتنا وأسرنا ومن يعنينا أمرهم حتى نتماهى مع الحدث ونعيشه بكل تفاصيله ودقائقه، وذلك ما يترك أثره على بيوتنا ويحط بثقله علينا داخل المنزل وبين أفراد العائلة لابد أن يغلب الجانب العاطفي والبعد الإنساني والمودة والرحمة حتى لا ينقلب البيت الى سجالات لاتنفع وإختلافات لا تنتهي ونصبح وكأننا في محفل سياسي بإمتياز".

وشدد على ان "البيت ليس نادي سياسي ولا محور ​عسكري​ ولا بنك تجاري، وإنما هو واحة راحة وإطمئنان وسعادة وهدوء واسترخاء وهذا ما يجب علينا أن نعمل عليه ونسعى إليه، وأن لا ندع وجع الأيام يغلب علينا وثقل الأحداث تتحكم بمصائرنا".

اضاف العلامة قبيسي قائلا "أيها الأحبة: نمر في هذه الأيام بإختبار كبير ودقيق ولابد علينا أن نجتازه بقوة ورباطة جأش، لئلا نصطدم بواقع مرّ لا نستفيق منه إلا وقد خسرنا الكثير وخصوصاً الخسارة التي غير قابلة للتدارك والتعويض. نعم يا أبناء هذه المرحلة علينا أن نستفيق من سباتنا ونحصن بيوتنا ونسهر على حماية أبناءنا وحفظ مكتسباتنا لئلا نعبر هذه المرحلة ولا نجد من أنفسنا إلا الضياع والتشتت وبعدها لاينفع الندم وقد لا يكون بالإمكان التدارك".

وتابع العلامة قبيسي "علينا أن نعلم أن الله لا يترك من يتوكل عليه ولا يغفل من أناب إليه، فبيده كل شئ وعلينا أن نتوسل إليه بأحب الخلق إليه محمد وأل محمد صلواته وسلامه عليهم اجمعين وذلك بعد التعقل والحكمة والوعي فإن كل ذلك لا غنى عنه للعبور الى بر الأمان".