اشار البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​ الى اننا توقّعنا أن تُعزِّزَ مكافحةُ الفساد وحدتَنا الوطنية، فتَفاجَأْنا بها تَــهُـزُّ هذه الوحدةَ وتُعيدُ البلادَ إلى مراحلَ سابقة طويناها. توقّعنا أن يؤدّيَ التحقيقُ القضائيُّ المستقلُّ في تفجيرِ المرفأِ إلى مزيدٍ من اللُحْمةِ الوطنيّةِ، فتَفاجَأْنا بتحوّله صراعًا بين ​القضاء​ِ والأجهزة الأمنية والمؤسّسات الدستوريّة. توقّعْنا أن تتهافتَ السلطة السياسيّة إلى تَلقُّفِ توصياتِ المؤتمراتِ الدوليّةِ ومساعداتِ الدولِ المانحةِ، وتبدأ بمشاريعَ الإصلاحِ للَجِمِ الانهيار، فتَفاجَأْنا بتعطيلِ خُططِ الإصلاحِ وإجهاضِ المبادراتِ الدوليّةِ والمؤتمراتِ التي انعقَدت من أجل نهوض ​لبنان​.

اضاف الراعي في قداس ​عيد الميلاد​ في ​بكركي​، "توقّعْنا أنْ يُسرعَ المسؤولون في تأليف حكومةٍ تكون بمستوى التحدّياتِ من أجل إحياء الدولةِ والمؤسّساتِ واتّخاذِ القرارات، فتَفاجَأْنا بوضع شروطٍ وشروطٍ مضادّةٍ ومعاييرَ مستَحْدَثةٍ، وبربط تأليفِ حكومةِ لبنان بصراعاتِ المِنطقة و​العالم​، فبتنا من دون سلطة إجرائيّة دستوريّة، وازداد الإنهيار. إنَّ اعتبارَ الصلاحيّاتِ والمعايير وتوزيع الحقائب مهمٌ، لكنَّ اعتبارَ الشعبِ أهمُّ من كلِّ شيء، بل أهمّ من الأشخاص".

واعتبر بانه "إذا كانت أسبابُ عدم تشكيلِ ​الحكومة​ِ داخليّةً فالمصيبةُ عظيمةٌ لأنَها تَكِشفُ عدمَ المسؤوليّة، وإذا كانت أسبابُها خارجيّةً فالمصيبةُ أعظم لأنّها تَفضَحُ الولاءَ لغيرِ لبنان. وفي الحالتين يشعر الشعب أن التغيير بات أمرًا ملحًّا من أجل وقف مسيرة الانهيار الوطني. أيُّ ضمير يَسمح بربطِ إنقاذ لبنان بصراعاتٍ لا علاقةَ لنا بها لا من قريبٍ ولا من بعيد؟ لَكَمْ تمنينا على رئيس فخامة الجمهوريّةِ ودولة الرئيسِ المكلَّف أن يُشكِّلا فريقًا واحدًا يعلو على جميع الأطرافِ ويَّتحررا، ولو موقّتًا، من جميعِ الضغوطِ ويتعاونا في تشكيلِ حكومة اختصاصيّين غيرِ سياسيّين. فيكسبان ثقةَ الشعبِ والعالم و يَنهضان بلبنان، ويصبحان مضربَ مثلٍ في تجديدِ الشراكةِ الوطنية، لكنَّ تمنيّاتنا اصطدَمت بابتداعِ البعضِ شروطًا لا محلَّ لها في هذه المرحلةِ، ولا مبرِّرَ لها في حكومةِ اختصاصيين. فلا بدّ من مصارحة الشعب التي هي ميزة المسؤولين في الأزمات المصيريّة. وأيُّ أزمةٍ أعظمُ من هذه الأزمة؟".