دعا مفتي جبل لبنان الشيخ ​محمد علي الجوزو​، رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ "اذا كان لديه رغبة في انقاذ لبنان، احترام ​الدستور​ والقانون والمبادئ التي اتفقنا عليها ليعيش هذا البلد"، مشيرا الى "ان لبنان بلد متعدد الطوائف، لذلك يجب ان يكون فيه مساواة بين الجميع، وعندما يتحول الحكم الى ديكتاتوري لا الى ديموقراطي"، لافتا الى ان العالم أجمع يعلم ان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ​جبران باسيل​ هو من يعرقل ​تأليف الحكومة​، وأميركا تحدثت عن ذلك، وفرضت عليه عقوبات، معتبرا ان القرار الأول والأخير هو لباسيل الذي يحاول ان يفرض رأيه على الآخرين، وهذا يسيء بذلك للنظام اللبناني والعهد، مؤكدا ان "كل ما يجري هو عملية انتقام".

وفي حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، اعتبر ان قضية تفجير ​مرفأ بيروت​، قضية أمنية وليست سياسية، والمسؤول عنها جهاز الأمن ورجاله في الدولة على مختلف قطاعاتهم، فهم المسؤولون عن ادخال واخراج اي شيء من وإلى المرفأ، لذلك ان كل ما يجري في المرفأ ليس مسؤولية وعمل رجال ال​سياسة​ وعلى رأسهم رئيس الحكومة، بل هو عمل رجال الأمن، وهؤلاء هم المسؤولون عن الانفجار الذي وقع في المرفأ في 4 آب الماضي قبل غيرهم.

ورفض الجوزو عملية الادعاء على رئيس الحكومة من قبل قاضي التحقيق ​فادي صوان​، معتبرا ان هذا الأمر يدل على ان نظامنا سيئ وغير صحيح، وسأل: "لماذا يحمّل رئيس الحكومة المسؤولية وحده؟ ولا يسأل الآخرين؟ وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، فهو المسؤول الأول عن السياسيين و​الأجهزة الأمنية​؟"، معتبرا ان هناك محاولة لتغطية هذا الموضوع وتحويل القضية الى القضاء للنيل من رجال السياسة.

واعتبر "ان ما يجري ضد رئيس الحكومة يأتي في إطار الكيدية السياسية"، لافتا الى "ان هذا الامر عكس استياء كبيرا لدى المواطنين الذين يطالبون بحكومة للدفاع عن رئيس الحكومة".

وأشار الى ان رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ هو المسؤول عن تشكيل وتأليف الحكومة وإدارة الدولة، وسأل: "لماذا يضعون العراقيل بوجهه في تشكيل الحكومة عبر فرض شروطهم في محاولة للتعطيل؟ فهذا دليل على ان النظام في لبنان غير عادل وليس هناك من مساواة بين المسؤولين"، رافضا "مقولة انتقام القوي من غيره وان يكون رئيس الحكومة محط هجوم دائم".

ودعا ​ايران​ الى عدم التدخل في لبنان، محملا اياها المسؤولية في كل وصلت اليه الاوضاع في لبنان، مؤكدا ان لبنان بحاجة ماسة الى الحضن العربي والرعاية العربية، مشيرا الى ان الدول العربية وقفت الى جانب لبنان في عدوان تموز الاسرائيلي 2006، وساهمت في اعمار قرى وبلدات الجنوب، مشددا على انه لولا العرب لما بقي لبنان، لافتا الى الدعم العربي الدائم للبنان لنهوضه وازدهاره، منددا بكل محاولات التعصب والطائفية والمذهبية التي يمارسها البعض في لبنان.

ودعا رئيس الجمهورية والمسيحيين الى ان يكونوا اصدقاء للعرب وليس لإيران، كما دعا "​حزب الله​" الى ان يكون صادقا مع العرب الذين وقفوا الى جانبه، وقال: "لولا التقدير العربي للمقاومة، لما كان هناك من مقاومة، في البداية كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله زعيما عربيا، وكل العرب ايدوه، لكن عندما اتجه الى ايران خسر كل العرب".

وأضاف: "يكفي ما نعاني منه، فالعناد والنكايات يضر بالقضية اللبنانية ووجود لبنان، الجميع يتآمر على لبنان"، مرحبا بمواقف البطريرك الماروني ​بشارة الراعي​، معتبرا انها مشرفة ودائما يقول كلمة الحق، داعيا المسيحيين الى الالتزام بمواقف الراعي، لافتا الى ان المسلمين في لبنان يقدرون الراعي اكثر من المسيحيين.