أكد وزير الصحة الاسبق ​محمد جواد خليفة​ ان "لبنان من اقوى الدول على مستوى النظام الصحي في المنطقة، لكن القضية مناقرة"، معتبرا انه "لو إستغلت الطاقة الاستشفائية الموجودة في لبنان بالطريقة السليمة لاستطاعت ​المستشفيات​ ان تستوعب اضعاف المرضى الذين تعالجهم اليوم، ولكن للاسف الشعب رهينة ويتعرض للابتزاز نتيجة المقايضات بين الاطراف المعنية"، مشيرا الى ان "المستشفيات تعاني من الفوضى والارباك نتيجة ادخال معطيات ببعضها البعض لا علاقة لها بعلاج المرض".

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، استغرب خليفة "الضياع التام وسوء ادارة هذا الملف، لافتاً إلى أن "​فيروس كورونا​ لم يظهر منذ اسبوع، ولم يصل الى لبنان بالامس، بل الجميع يدرك مخاطره منذ اكثر من عام، فكان يفترض ان يكون الوضع افضل على مستوى ادارة المستشفيات، وبالتالي كان يجب ان تكون خريطة المستشفيات المتخصصة لاستقبال مرضى كورونا جاهزة وواضحة، وان تكون الدولة قد وضعت لها الموازنات والاموال التي تستعملها عند الحاجة".

واعتبر ان معظم المرضى ما كانوا ليحتاجوا العناية الفائقة لو استطاعوا ان يجدوا سريرا لهم في مستشفى في اليوم الاول من المرض، اي قبل ان يتدهور وضعهم الصحي، آسفا الى ان بعض المرضى يعمد الى شراء اجهزة التنفس لوضعها في المنازل.

كما أسف خليفة الى ان المسؤولين "يزعلون" من اصحاب الخبرة والعلم والشأن حين يتكلمون عن الوضع الحالي، وهذا شر البلية ما يضحك، حيث الجاهل يريد ان يعلّم العاقل.

وذكّر خليفة، انه منذ اليوم الاول، كان يفترض بالحكومة ان تمول تأمين اقله خمسمئة سرير، وعندها لكانت استطاعت المستشفيات تشييد المستشفيات الميدانية، وهي ابنية جاهزة préfabriqué، يمكن وضعها في مرآب السيارات موقتا.

وردا على سؤال، اعتبر خليفة ان هذه الازمة ستمر لكن بثمن مرتفع جدا، مشيراً إلى أن هناك فرقاً كبيراً ما بين الخروج منها باقل ضرر ممكن لان الدولة كانت مستعدة وجاهزة او ان تمر باكبر ضرر بسبب عدم ادراك خطورة الوباء، ورمي المسؤوليات، لافتاً الى ان نسبة الاصابات التي تسجل في لبنان متقاربة مع النسب التي تسجل في مختلف دول العالم، قائلاً: "منذ اشهر احتفلوا بانهم انتصروا على المرض، في وقت كنا ما زلنا ننادي ونحذّر بان التفشي لم يصل فعليا الى لبنان"، مضيفاً: "كان يفترض قبل الاحتفال النظر الى الصورة المكتملة للمرض، وها نحن قد وصلنا اليها".