لفت رئيس حزب "القوات ال​لبنان​ية" ​سمير جعجع​ إلى أنه "منذ إندلاع أزمة 17 تشرين 2019، طلبت شخصياً من كل المسؤولين في الحزب الابتعاد عن السجالات والمماحكات السياسية المعتادة خصوصاً أن موقفنا بات معروفاً من كل القضايا السياسية وبالأخص موضوع ​حزب الله​. نحن آثرنا الابتعاد لأن الوطن والمواطنين يمرّون بأزمة غير مسبوقة ويصارعون يومياً لمجرّد البقاء والاستمرار بالحد الأدنى من مقوّمات ​الحياة​"، مبينا أن "النقطة التي استوقفتني في آخر حديث للسيّد ​حسن نصرالله​، من الصعب أن يبقى أحدهم ساكتاً تجاهها لأنها ليست في ال​سياسة​ بقدر ما هي نقطة تتعلق بوجودنا وتاريخنا وكياننا".

واعتبر جعجع في تصريح أنه "في المرحلة الماضية ​الجيش اللبناني​ من دون أن أعرف لأي سبب كان يعتمد نظرية ألا نتدخّل في الشؤون الداخلية حتى لو كانت أمنية لأن الجيش ينقسم. أما في الوقت الحاضر نرى أن الجيش يعتبر نفسه مسؤولاً عن ​الأمن الداخلي​ قدر مسؤوليته عن الأمن الخارجي، وبالتالي بوجود جيش كهذا وبوجود ​قوى الامن الداخلي​ الذين نراهم كيف يسهرون على الامن، لدينا كل الثقة ب​القوى الامنية​ وهذا أقصى ما نتمناه،ولذلك دعمنا لا محدود للجيش وقوى الامن الداخلي لاستمرارهم بتأدية مهامهم، وطالما هم مستمرون في تأدية هذه المهمة طالما نحن بألف خير و​سلامة​".

واعتبر أن "​التيار الوطني الحر​ هو الوحيد الذي يستطيع تغيير المعادلة في الوقت الحاضر"، متسائلا: ماذا لو فصل التيار نفسه عن حزب الله الآن؟ ماذا يصبح حجم حزب الله السياسي؟ هو وكل حلفائه لا يصلون الى 40 نائباً في ​المجلس النيابي​، فتصوّر أين تصبح الوضعية".

ورأى أنه "كان الأجدى ب​رئيس الجمهورية​ والتيار الوطني الحر بدل تصدير مواقف لفظية لا تعني شيئاً أن يتخذوا خطوات عملية تعني أشياء واشياء"، مضيفا: "من يطرح ​انتخابات​ رئاسية مبكّرة لا يطرح خطوة إنقاذية على الاطلاق، يكون يطرحه إما فشّة خلق وإما لغاية في نفس يعقوب لايصال مرشح معيّن في هذه الظروف".

واعتبر جعجع أن "أي انتخابات رئاسية مبكّرة هي ذرّ الرماد في العيون في الوقت الذي أعود للقول لسنا متمسّكين ولا لحظة ببقاء ​الرئيس عون​، وهذا يتبيّن في كل مواقفنا السياسية، إنما نريد التفتيش عن خطوة تغيّر شيئاً في الواقع القائم، والخطوة الوحيدة التي تغيّر هي انتخابات نيابية مبكّرة، لأنه بعد ​الانتفاضة​ الشعبية التي تمّت يُفترض ب​الانتخابات النيابية​ المبكّرة أن تؤدي الى أكثرية نيابية مختلفة، وأكثرية نيابية مختلفة ستؤدي حكماً الى رئيس جمهورية مختلف والى ​حكومة​ مختلفة والى ممارسات مختلفة".

وتابع قائلا: "​التشكيلة الحكومية​ متأخرة وهذا أمر قدّرناه منذ اللحظة الاولى انطلاقاً من المجموعة الحاكمة، من طبيعة هذه المجموعة وسعيها الى مصالحها الخاصة بالرغم من كل ما يحدث في لبنان، وإنطلاقاً من عدم أخذها بعين الاعتبار المصلحة اللبنانية العليا.فما يجري ليس بغريب بالنسبة الينا".