لماذا يصعد ​وليد جنبلاط​؟ وما يريد "البيك" من "​حزب الله​" وحلفاء ​ايران​ و​سوريا​ في توقيت داخلي واقليمي صعب؟ ومن تخدم مواقفه التي رفع من "دوزها" تجاه "حزب الله" و​إيران​ في الايام الماضية؟

كلها اسئلة تدور في ذهن وطاولة نقاشات وبال تحالف "حزب الله" و​8 آذار​، والذي يشعر فعلاً بأن وليد جنبلاط "القديم" قد عاد ويعود مع كل تبدل سياسي محلي وداخلي واقليمي ودولي وتولي اي ادارة اميركية جديدة زمام ​القيادة​ في ​واشنطن​.

حيث "ينتفض وليد جنبلاط لإعادة تموضع سياسي جديد عل وعسى يكون له مكان في المعادلات ​الجديدة​ الداخلية والخارجية.

وتقول اوساط قيادية بارزة في هذا التحالف اننا لم نكن يوماً نعول على موقف وليد جنبلاط على اعتبار انه صديق وحليف لـ"حزب الله" وسوريا وايران، ولكن لا نعتبره عدواً لان العدو الوحيد هو ​العدو الاسرائيلي​ واتباعه وازلامه.

وتؤكد الاوساط ان ربط النزاع في العلاقة مع جنبلاط، لا يلغي الخصومة السياسية معه في القضايا الكبرى والخلاف السياسي في القضايا الداخلية الاستراتيجية منها خصوصاً، ولكن هذا لا يعني ان هناك خصومة كاملة وقطيعة كاملة الى حد الجفاء واغلاق الابواب.

وتؤكد الاوساط ان التواصل بين تحالف "​حركة امل​" و"حزب الله" وجنبلاط قائم بالشكل السياسي الكامل مع الرئيس ​نبيه بري​ وجنبلاط شخصياً. اما التواصل مع "حزب الله" فيتم بين 4 قياديين من الطرفين: الحاج ​حسين الخليل​ و​وفيق صفا​ من جهة الحزب، والوزير والنائب السابق ​غازي العريضي​ والنائب ابو فاعور من جانب "الاشتراكي".

وتقول الاوساط ان تواصلاً جرى بين الطرفين في الايام الماضية. ويتكتم على فحواه كل من "حزب الله" و"الاشتراكي" مع تأكيد اوساط جنبلاط حصوله ولكن من كشف فحوى ما دار في الاتصال. وتكشف معلومات ان التواصل كان بارداً وفاتراً وفيه عتب واستيضاحات حول اسباب المواقف الاخيرة لجنبلاط. وتؤكد اوساط تحالف "حزب الله" و8 آذار ان مواقف جنبلاط الاخيرة يرى فيها جزء من فريقنا تقديم اوراق اعتماد ل​اميركا​ و​السعودية​ وفي توقيت سياسي حساس وصعب للغاية.

وترى الاوساط ان جنبلاط الذي فشل في لفت "انتباه" ​دونالد ترامب​ يريد جذب انتباه ​جو بايدن​ على بعد اسبوع من تنصيبه .

ويريد جنبلاط من إعادة التموضع الجديدة "رد الاعتبار" السياسي اليه مع تهميشه و"تحجيم دوره" خلال السنوات الاربع من العهد العوني، ومن الخلاف المستمر مع ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ والجفاء والخصومة معه ومع صهره النائب ​جبران باسيل​، وصولاً الى اعلان جنبلاط ندمه والاعتراف بخطأ السير بانتخاب عون رئيساً مكرهاً لا بطل!

ويعتقد جنبلاط ان اي تبدل في موازين القوى، وفق الاوساط نفسها من شأنه، ان يعيد الاعتبار الى دوره كـ"بيضة قبضان" سياسية ويكون "حجر الرحى" في اي ​تشكيلة حكومية​ او المعادلة السياسية الداخلية بشكل عام.

في المقابل ترى الاوساط المقربة من جنبلاط ان الاختلاف السياسي مع "حزب الله" موجود. وهناك الكثير من نقاط التباين. وصحيح ان هناك تواصلاً رغم انه يمنع اي قطيعة لكنه لا يرقى بالعلاقة الى ان تكون علاقة طبيعية وجيدة كأي حزبين ​لبنان​يين.

وتشير الاوساط الى ان مواقف جنبلاط الاخيرة ومطالبته "حزب الله" بالتدخل الحكومي للجم جموح عون وباسيل ولتشكيل ​الحكومة​، ليست الا تحسساً بالمسؤولية على بلد ضاع ويضيع كل يوم بسبب عدم وجود حكومة. وبسبب عدم مسؤولية من يحكم البلد. وعدم وعيه لخطورة الوضع وتغليبه الكيدية والتشفي والمس بكرامات الرؤساء والناس واتهامهم بالكذب لتبرئة ساحته.

وتؤكد ان الاولويات الاقتصادية وكيفية معالجة الوضع القائم من النقاط التي عليها خلاف ايضاً مع الحزب.

وتقول الاوساط ان تفسير اي موقف لجنبلاط تجاه "حزب الله" وايران على انه تقديم اوراق اعتماد لبايدن وغيره فيه الكثير من الكيدية و"الوصفة" الجاهزة من حلفاء "حزب الله" و​البيئة​ المحيطة به وهم لا يرون الا بعين واحدة.

فمنذ فترة أكد جنبلاط ان العقوبات الاميركية على "حزب الله" لا تضر به بلبنان. ودعا من يعرفهم في ​الادارة الاميركية​ الى التوقف عنها، وهي مضرة ب​الشعب اللبناني​. وهذه المواقف المتقدمة قالها جنبلاط قبل ان ينبس احد من الممانعة ببنت شفة!