فتح اللقاء الذي جمع، قبل أيام، كل من رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​ مع رؤساء الحكومات السابقين: ​فؤاد السنيورة​، ​تمام سلام​، ​نجيب ميقاتي​، السؤال حول إمكانية تشكيل جبهة معارضة جديدة، لا سيما أنه جاء بعد دعوة جنبلاط رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ إلى الإعتذار عن المهمة، وبعد المواقف التي أطلقها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ​جبران باسيل​، ودعا من خلالها إلى حوار وطني فُسّر على أنه دعوة إلى مؤتمر تأسيسي جديد بشكل أو بآخر.

في هذا الإطار، ذهب البعض بعيداًفي الحديث عن تحالف "سني"-"درزي" عنوانه الحفاظ على ​إتفاق الطائف​، أو التحضير لمواجهة سيّاسية تنطلق بعد تسلّم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن السلطة، بالرغم من أنّ الظروف قد لا تكون متوفّرة لمثل هذا الأمر.

في هذا السياق، تكشف مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن ما نُقل حول هذا الإجتماع، لا سيما لناحية الذهاب إلى تشكيل جبهة معارضة غير دقيق، وتلفت إلى أن الإجتماع في الأصل عقد قبل نحو 10 أو 12 يوماً وليس في الأيام القليلة الماضية كما نُقل، وتؤكّد أنه لم يعقد من باب البحث في تشكيل أيّ جبهة جديدة، بل تم التطرّق فيه إلى مجمل الأوضاع القائمة في البلاد، خصوصاً لناحية محاولات ضرب الأسس التي قام عليها إتفاق الطائف.

من جانبها، تؤكّد مصادر مقربة من "الإشتراكي"، عبر "النشرة"، أن الحزب ليس في وارد الذهاب إلى تشكيل جبهة معارضة، نظراً إلى أن الوضع في لبنان لا يحتمل مثل هذه الخطوة، في حين أن الإتفاق غير متوفّر على الحد الأدنى من الأسس السياسية بين الأفرقاء المعنيين، وتعطي مثالاً على ذلك الخلاف حول الدعوة للذهاب نحو إنتخابات نيابية مبكرة، وحول القانون الذي من المفترض أن يعتمد.

وبالتالي، تشدّد هذه المصادر على أنّ الحزب ليس في وارد الدخول في تجربة غير محسوبة النتائج، في حين أنّ رئيس "الإشتراكي" كان قد ذهب، في الفترة الماضية، إلى الحديث عن عريضة، تتعلق بالمواقف السياسية التي من الممكن أن يتمّ الإتفاق عليها، مع العلم أن مواقفه الشخصية تخطّت في التوصيف طرح الذهاب إلى أيّ تحالف جديد أو تشكيل جبهة جديدة.

بالتزامن لا تختلف الرؤية لدى "​حزب القوات اللبنانية​"، حيث يعتبر الحزب أن المطلوب الإتفاق على الأساس، بالرغم من أهمّية توحّد قوى المعارضة في ظلّ الظروف الصعبة التي وصلت إليها البلاد على كافّة المستويات، حيث يشدّد على أن الأساس يتمثل بإستعادةالدولةلقرارالحربوالسلموأنيسلم "حزبالله" سلاحه، مع العلم أنه هو الوحيد من باقي الأفرقاء الآخرين الأساسيين، أي تيار "المستقبل" و"الإشتراكي"، الذي إختار البقاء في صفوف المعارضة عملياً.

بالنسبة إلى تيار "المستقبل"، فهو لا يستطيع أن يتجاهل أن زعميه هو رئيس الحكومة المكلف في الوقت الراهن، وبالتالي لا يستطيع أن يكون جزءاً من جبهة معارضة بينما الحريري على رأس السلطة التنفيذية، إلا إذا قرّر الإعتذار عن المهمّة، بينما هذا الأمر غير وارد لديه، على الأقلّ حتى الآن، بالرغم من كل الخلافات التي تجمعه مع كل من رئيسي الجمهورية و"التيار الوطني الحر"، والتي وصلت إلى حدّ إتهامه بالكذب.

في المحصّلة، المعنيون الأساسيون يقرّون بأنّ الظروف غير متوفرة لتشكيل أيّ جبهة جديدة في البلاد، وغير مناسبة في الوقت الراهن، إلا أن ذلك لا يعني سهولة الوصول إلى تسوية على المستوى الحكومي في وقت قريب.