فتكت "​كورونا​" بالمجتمعات بشكل عام فهدمت ​الإقتصاد​ ولم توفّر أحداً، فتسلّلت الى كبار كما صغار السنّ في مختلف الشعوب، فمنذ قرابة العام والكون بأسره يعيش تخبّطاً نتيجة إنتشار هذا الوباء... اليوم ومع الكلام عن ظهور سلالة جديدة من "كورونا" سريعة الإنتشار يأتي الكلام عن إطلاق حملات التلقيح في دول العالم ومنها و​لبنان​...

موعد وصول اللقاح

"الأسبوعان الأولان من شهر شباط هو موعد وصول أول دفعة من لقاح Pfizer الى لبنان"، هذا ما يؤكده مستشار ​رئيس الجمهورية​ للشؤون الصحية ​وليد خوري​ عبر "​النشرة​"، لافتا الى أن "الشركة إلتزمت إيصال 2.500.000 لقاح الى البرادات في لبنان على دفعات، في اول ثلاثة أشهر من بدء تسليمه سيصل 250 الف، في الأشهر الثلاثة الّتي تلي 350 الف، ومن ثم 500 ألف لقاح، لتنتهي بعملية التسليم الأخيرة بـ400 الف"، مضيفا: " يجب معرفة أن اللقاح هو جرعة وعلى المواطن أخذها على دفعتين بما معناه أن 2.100.000 جرعة ستعطى 1.150.000 مواطن".

مجموعة لقاحات

لبنان لن يتلقّى لقاحات من "فايزر" فقط بل ستصله مجموعة أخرى لم يعرف بعد ما هي من منظمة COVAX تشرف عليها ​الأمم المتحدة​ وهدفها ​مساعدة​ البلدان التي لا تستطيع أن تدفع مبالغ كبيرة ثمنها. وهنا يشير وليد خوري الى أن "ما سيصلنا من COVAX دفعنا ثمنها وقد وقّع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ نقل اعتماد الى ​موازنة​ ​وزارة​ الصحّة بقيمة 27 مليار ليرة للدفع"، شارحاً أنه "سيصلنا من COVAX 2.750.000 لقاح ولكن ليس قبل آذار المقبل ولا نعرف أيّ لقاحات ولكنها ستكون معتمدة من قبل منظمة الصحّة العالمية".

Astrazeneca هو النوعية الثالثة من اللقاحات التي ستصل الى لبنان حيث من المتوقع أن تستوردها الشركات الخاصة وتسلمها الى وزراة الصحة التي بدورها ستقوم بتلقيح المواطنين فيها مجاناً، بحسب ما يؤكّده نقيب مستوردي ​الأدوية​ ​كريم جبارة​، مشيرا عبر "النشرة" الى أن "Astrazeneca لم تعطِ تأكيداً حول وقت وصوله ولكن ما سمعناه أنه إبتداء من آذار المقبل".

تخزين اللقاح

يشير الدكتور وليد خوري الى أن "اللقاحات ولدى وصولها الى لبنان ستوضع في برادات على أن تكون الحرارة سبعين درجة تحت الصفر"، لافتا الى "وجود 12 براد مطابق للمواصفات و​منظمة الصحة العالمية​ قدّمت لنا ثمانية برادات"، مشدّدا على أن "آلية التلقيح لا تزال غير موجودة ولكن استحدثنا 35 مركزاً في المناطق لإجرائه، سيتم نقل اللقاحات التي لن يتجاوز عدد كل مجموعة منها عن الألف الى برادات المراكز بحرارة 5 درجات تحت الصفر على ألاّ يبقى فيها أكثر من خمسة أيام".

مراكز التلقيح

"المراكز التي استحدثت هي عبارة عن ​مستشفيات​ جامعيّة كبرى، مراكز حكوميّة، المراكز الصحّية بالمناطق". هنا يؤكّد خوري أنه "سيكون في كلّ مركز طبيب مشرف وما بين ستة وثمانية ممرضات"، مشيراً في نفس الوقت الى أن "30 ألف لقاح سيصلون في الأسبوع الأول من شباط للطاقم التمريضي وكلّ شخص تجاوز عمره الـ75 عاماً". في حين أن كريم جبارة يعتبر أنه "إذا اعتبرنا كلّ مواطن يحتاج الى جرعتين من اللقاح، وبالكميات التي ستصل، واستثنينا من هم دون الستة عشر عاماً فإننا سنقوم بتلقيح 70% من اللبنانيين وهذا المستوى هو المطلوب لحماية المجتمع".

يشرح الدكتور وليد خوري أن "اللقاح فعّال ويعطي مناعة لمن يتناولونه ولكن ما لا نعرفه هو هل يجب إجراء التلقيح كلّ عام أم مرّة واحدة"، لافتا الى أنّه "في "​إسرائيل​" تمّ تلقيح أكثر من مليونين شخص من السكان ولكن في الجرعة الاولى من اللقاح لم يأخذوا سوى 50% من المناعة مع العلم أنّ الشركة كانت أكّدت لهم أنهم سيحصلون على 80% من المناعة وبعد اعطاء 400 الف شخص الجرعة الثانية تبين أن نسبة المناعة ارتفعت الى 80%".

في المحصّلة ينتظر ​اللبنانيون​ وصول لقاح "فايزر" الى لبنان، لتبقى العين على الآليّة التي ستطبق لإجراء عملية التلقيح، "من دون تبويس أيادٍ، او واسطة"... وتبقى الأيام المقبلة وحدها كفيلة باثبات فعالية اللقاح!.