اعتبر ​تيار المستقبل​، أنه "بين الايادي المشبوهة التي تعمل على اغراق ​طرابلس​ بالفوضى وبين الصرخة المحقة التي تعكس واقع المعاناة المعيشية في الاحياء الشعبية، تتصدر عاصمة ​الشمال​ المشهد السياسي و​الأمن​ي والحياتي، وسط معلومات تؤكد وجود أمر مريب يعود بالذاكرة الى مراحل الفلتان الأمني والاشتباكات المسلحة التي كانت تحصل غب الطلب".

وأكدت في بيان أنه "اذا كان الكثير من المواقف قد أكد وجود جهات حزبية وسياسية وفعاليات محلية، اشتغلت على تسلق اوجاع المواطنين وقامت بتمويل مجموعات بعضها استقدم من خارج طرابلس والشمال، فإن أداء جهات في أجهزة أمنية بغض النظر عن ممارسات مخلة بالأمن والقانون أو بالتخلف عن دعم ​القوى الامنية​ بالوقت المناسب، هي وجه من وجوه التقصير الذي يثير الشكوك ويطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الاهداف المبيتة لعمليات التخريب التي استهدفت الاملاك الخاصة والعامة في المدينة".

وشددت التيار على ان "شكوى اهالي طرابلس، من عجز ​الدولة​ عن الوفاء بالتزاماتها الحياتية والمالية تجاه ​الفقر​اء وذوي الدخل المحدود، لا يمكن التغاضي عنها خلف ستار التآمر على استقرار المدينة وامنها. فهناك حقيقة هي أن احياء الفقر تشكل مواطن للفقراء و​العائلات المحتاجة​ من كل الشمال، وان المسؤولية تقتضي مقاربتها بخطة واضحة ترفع عن كاهل الناس اعباء المعيشة بهذه الظروف الصعبة".

واضاف: "اذا كانت الدولة تبحث عن تطبيق سليم لقرار ​الاقفال العام​ ومنع التجول والتزام البيوت، فعليها ان توفي بالتزاماتها للمواطنين الذين يتوقعون مد يد ال​مساعدة​ اليهم، وعدم تركهم نهباً للجوع والحاجة والبحث عن لقمة العيش وسط العاصفة الصحية لوباء ​الكورونا​، وحسناً تفعل الدولة، بعد أن تأخرت، بالمبادرة عبر ​قيادة الجيش​ إلى توزيع مساعدة الـ 400 ألف ليرة على بعض مستحقيها في الأحياء الفقيرة، والتي يجب أن تستكمل سريعاً لتشمل كافة العائلات المحتاجة في طرابلس وسواها من المناطق، لماذا هذا التأخير في التوزيع؟ وهل هو متعمد؟ ولماذا لم يتم توزيع المساعدات قبل ​انفجار​ الغضب الشعبي؟".

واعتبر أن "الحل الامني للازمة المعيشية ليس حلاً، والذين يراهنون على استدراج طرابلس الى ساحات الفوضى والفلتان يعلمون جيداً أن ​الاكثرية​ الساحقة من ابناء طرابلس وسكانه، لن يجاروا هذا المخطط الدنيء الذي يطل برأسه من اقبية المخابرات سيئة الذكر وازلامها المعروفين، فالدماء التي سقطت طاهرة افتدت كرامة المدينة ومطالبها وسلامتها، وشكلت عنواناً لتضحيات القوى الامنية دفاعاً عن القانون ومنعاً لسقوط الشمال وعاصمته بالمجهول".