أشار النائب ​سجعان قزي​ إلى أن "أقلية ضئيلة جدا هم القادة الذين يمتلكون القرار المستقل في ​لبنان​. حين يكون هناك توافق أو قرار خارجي عربيا او إيرانيا أو فرنسيا أو أميركيا، تسقط جدران العقد وتتألف الحكومة. ما أقوله ليس نتيجة تحليل إنما نتيجة مقارنة بعمليات تأليف الحكومات السابقة التي كانت تأخذ وقتا طويلا، وظهر أن كل العقد الداخلية تتهاوى وتتألف الحكومة".

ولفت قزي، في حديث تلفزيوني، إلى أنه "كان هناك تشنج مسبق قبل التأليف بين ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​، ولكن الحريري تخطى هذا الأمر واجتمع بالرئيس الذي تجاوب، وولد جو إيجابي من جديد كان بحاجة إلى تحصين، وتحصين العلاقات الشخصية لا يتم بفنجان قهوة أو غداء مشترك، بل يتم من خلال الاتفاق على ​تأليف الحكومة​. هذا الأمر لم يحصل، وتعقيد تأليف الحكومة عقد التأليف من جهة، والعلاقة الشخصية بين عون والحريري من جهة أخرى".

كما شدد على أنه "حينما تحرك ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ كانت الأمور كلها مغلقة، وهو كان يعلم أن لا أحد يريد أن يتعاطى بالشأن اللبناني، بالتالي هو حاول أن يراهن على ضمير المسؤولين وقدرتهم على قلب الطاولة على القوى الخارجية المؤثرة، وأن يقولوا لبنان أولا و​الشعب اللبناني​ أولا، ونحن نؤلف الحكومة سنغلق أذنينا، ولا نستمع للخارج، وحين يكون لدينا رجال دولة كبار يمكننا ذلك، ونحن نفتقدهم اليوم. نحن لدينا الكثير من رجال ال​سياسة​، لكن رجال السياسية يضعون الشعب في لعبة الأزقة والأحياء والطوائف والمذاهب، رغم أن الشعب ليس كذلك".

وأفاد قزي بأن "نظامنا في لبنان مدني مركب على طوائف، وإذا كانت الطوائف لها دور في النظام السياسي اللبناني هذا لا يعني أن نظامنا ديني، بل هو مدني لكن تم تطييفه قليلاً بعد اتفاق الطائف الذي أدخلنا كلنا في اللعبة الطائفية. وعلى الأرض نحن لا نمارس النظام الديمقراطي والحياة المدنية والميثاقية ونظام الطائف، بل يكون هناك تشدد وتمذهب وتعصب، وهذا التدين ناتج عن فعل سياسي، وهنا الخطورة التي نعيشها".

كذلك اوضح أن "مفهوم "بي الكل" سقط، ولا أحد يمكنه ذلك. رمزية أن يكون رئيس جمهورية أو رئيس ​مجلس النواب​ أو رئيس الحكومة "بي الكل"، يجب ان تكون الممارسة أبوية فوق كل الصراعات، وهذا لا يتم اليوم. أليس من اليتم اليوم أن نعيش 10 أيام على كلمة قالها الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​؟ ما هذه الحقارة! الشعب يتيم لأن الطبقة السياسية لم تقفدم له العاطفة والمحبة والحوكمة الرشيدة والإنماء والإزدهار، بل أعطته مصارف مقفلة وطرق غير سالكة و​كهرباء​ مطفأة...".

​​​​​​