أشارت عضو "​كتلة المستقبل​" النائبة ​رولا الطبش​، بعد زيارتها مكتب منسقيّة "​تيار المستقبل​" في طرابلس، في مستهلّ جولتها في المدينة، إلى أنّ "زيارتي لطرابلس هي في إطار الدعم لأهلها الطيّبين، نتيجة الأحداث الأليمة الّتي حصلت الأسبوع الماضي، وانعكاساتها الّتي تدلّ على ازدياد انهيار الوضعَين الاقتصادي والمعيشي، وهو ما يشعرنا جميعًا بخطورة الموقف وانعكاساته الّتي نحن بغنى عنها، وهي محاولات إنشاء خلايا تفسد مطالب أهالي طرابلس، أو تعمل على الفتنة".

وشدّدت على "أنّنا نرفض كلّ هذه المظاهر، ونجدّد تأكيد دعمنا لطرابلس ومطالب أهلها، ومطالب كلّ المناطق. جئت بصفتي نائبة عن "تيار المستقبل"، وطبعًا أنا نائبة عن كلّ ​لبنان​، ومن مركز منسقيّة "المستقبل" في طرابلس، أتوجّه إلى كلّ أهلها وأقول لهم: نحن معكم، ونحن ما نطالب به اليوم هو الإسراع في تأليف حكومة إنقاذ، كما قدّمها رئيس ​الحكومة​ المكلّف ​سعد الحريري​، مبنيّةً على المبادرة الفرنسيّة، تكون مهمّتها الإصلاح وإنقاذ البلد، وسنعمل جاهدين لدحض كلّ ما يقوم به الأفرقاء السياسيّون الممانعون لهذه الخطوة ومنع ​تأليف الحكومة​".

وحذّرت الطبش من "خطورة الموقف الّذي نحن فيه"، مشديةً بـ"تحرّكات الحريري في الخارج، لاستعادة ثقة المجتمعَين العربي والدولي بلبنان، ووجودي هو لدعم طرابلس وأهلها، ونحن مستمرّون في خطّ الحريري: خطّ الإنماء والعلم"، متمنّيةً أن "نتعاون لإنقاذ هذا الشعب الطيّب من الضائقة الاقتصاديّة".

ولفتت بعد زيارتها مفتي طرابلس و​الشمال​ الشيخ محمد إمام، في مكتبه في ​دار الفتوى​ في طرابلس، إلى أنّه "يشرّفني أن أكون في دار الفتوى مع المفتي إمام لنستنكر ما حصل من تخريب في المحكمة الشرعية التاريخيّة. إنّها سابقة غير مقبولة وإشارة سلبيّة إلى الفتنة الّتي يحاول المغرضون افتعالها في ​مدينة طرابلس​، هذا الشيء مرفوض ونطلب من كلّ الأجهزة الأمنيّة والقضائية كشف انعكاساته وتوقيف المرتكبين".

وركّزت على "أنّنا اليوم في هذا الصرح لنؤكّد أنّنا يد واحدة ورسالتنا دائمًا هي رسالة تسامح ومحبّة، مؤكّدةً دعمي لأهلي في طرابلس في كلّ ​الميادين​"، مبيّنةً "أنّنا على استعداد دائم عبر "كتلة المستقبل" وبمعيّة الحريري للوقوف إلى جانب طرابلس وأهلها، لأنّهم بعد الظلم والإجحاف يستحقّون إنماءً معيشيًّا واقتصاديًّا". وتمنّت "تأليف حكومة مهمّة قريبًا، لتنقذ هذا الوطن وخصوصًا مدينة طرابلس واهلها".

من جهته، وصف المفتي إمام، ما حصل في عاصمة الشمال بأنّه "مؤشّر ينبغي أن يقف عنده كلّ الوطن، وأن يكون حافزًا للمسؤولين حتّى يتعالوا عن كلّ المماحكات لتسهيل تأليف الحكومة، الّتي ستتولّى رسم خارطة الطريق للحلول الّتي يطلبها الشعب، وكلّ وقت مهدور من دون ذلك هو خسارة للجميع".

كما تفقّدت الطبش مبنى المحكمة الشرعية السنية في طرابلس، وكان في استقبالها القاضيان سمير كمال ​الدين​ ووسام السمروط وأركان المحكمة من العلماء والموظّفين. وأعلنت "أنّني أمدّ يدي إلى الطرابلسيّين في كلّ ما يحتاجون إليه. استنكر ما حصل، وأتمنّى أن نخرج من هذه ​الأزمة​ بأقلّ الأضرار وألّا يتكرّر ما حصل. فإحراق المحكمة له دلالات كبيرة، ولن نسمح بأن يطوى هذا الملف من دون محاسبة الفاعلين".

وجالت في مبنى ​بلدية طرابلس​ المتضرّر، حيث التقت رئيس البلديّة ​رياض يمق​ وأعضاء من المجلس البلدي، موضحةً أنّ "في إطار جولتي في مدينة طرابلس، كان لا بدّ من وقفة تضامن مع هذه ​البلدية​ العريقة الّتي طاولتها أيادي الإجرام الّذي نرفضه رفضًا قاطعًا. ما شاهدته اليوم بزيارتي للبلديّة من الأضرار الكبيرة هو شيء مؤسف"، داعيةً ​الأجهزة الأمنية​ و​القضاء​ إلى "التحرّك سريعًا لتبيان حقيقة ما حصل، ويجب أن ينال كلّ المجرمين عقابهم".

إلى ذلك، دعت الطبش عقب زيارتها النائب ​سمير الجسر​ في منزله، إلى "التيقّظ لخطورة ​الوضع الأمني​ و"الفلتان غب الطلب"، والتنبّه للمحاولات الجارية لإيقاظ الخلايا النائمة وإعادة تحريكها لإشاعة الفوضى في لبنان، والمسّ باستقراره، إنفاذًا لأجندات خارجيّة، بأدوات محليّة". ورأت أنّ "جوهر الأزمة السياسيّة، هو محاولة فريق سياسي معيّن إلغاء الآخرين، ونسفه "​اتفاق الطائف​" بالممارسة، يدخل ضمن هذا السياق".