لفت مصدر سياسي إلى ان ​المجتمع الدولي​ بات على قناعة بأن العقدة التي ما زالت تؤخر تشكيل ​الحكومة​ تكمن في تصلّب ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​، ومن خلاله وريثه السياسي رئيس "​التيار الوطني الحر​" النائب ​جبران باسيل​، وفي إصراره بأن تتشكّل الحكومة على قياس صهره لإعادة تعويمه سياسياً.

وأكد لـ"​الشرق الأوسط​" أن ​باريس​ هي الآن في عداد العواصم الأوروبية التي تحمّل عون مسؤولية تعطيل ترجمة المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ لإنقاذ ​لبنان​ إلى خطوات ملموسة تبدأ ب​تأليف​ حكومة مهمة.

وعلمت "الشرق الأوسط" أن محاولات لجمع ​الرئيس عون​ ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ تتم بعيداً عن الأضواء، وقد يكون المخرج بإعادة الاعتبار للمبادرة الإنقاذية التي كان طرحها رئيس البرلمان ​نبيه بري​ بعد قراره بإعادة تشغيل محركاته لعل مشاورات اللحظة الأخيرة تحقق ما اصطدمت به الجولات الـ14 من مشاورات التأليف بين عون والحريري.

ولفت مصدر سياسي إلى أن حملات التشويش التي قادها الفريق المحسوب على عون، واستهدفت الحريري، وهو يستعد للقاء الرئيس ماكرون لم تفعل فعلها، وسرعان ما ارتدّت على أصحابها الذين واصلوا حملاتهم السياسية، أمس، في محاولة لصرف النظر عن الأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء، وعزا مواصلة حملات التشويش على الحريري إلى وجود شعور لدى من يرعاها بأن باريس أيقنت أخيراً أن عون وصهره باسيل هما من يعيقان ​تشكيل الحكومة​، رغم ما دار في الاتصال الذي أجراه ماكرون بعون الذي تزامن في الوقت ذاته مع اتصالات تولاّها الفريق المعاون له في ملف ​الأزمة​ اللبنانية وشملت معظم القيادات الرئيسية المعنية بتشكيل الحكومة.

وأشار إلى ان باريس تتفهم الدوافع التي أملت على رئيس ​المجلس النيابي​ نبيه بري قوله إن تأخير تشكيل الحكومة لا يعود لأسباب خارجية، وإن المشكلة من عندياتنا، خصوصاً أنها لا تجد من مبرر للجوء عون وفريقه السياسي إلى إقفال الأبواب في وجه المبادرة التي أطلقها لإخراج عملية التشكيل من التأزُّم الذي يحاصرها مع أنها جاءت تحت سقف الالتزام بالمبادرة الفرنسية. ورأى المصدر أن الأزمة لا تتعلق بتشكيل الحكومة، وإنما تعود إلى أزمة محصورة بإصرار عون على توريث باسيل باعتباره الوحيد الذي لديه القدرة للحفاظ على إرثه السياسي، شرط أن يعيد له الاعتبار بعد أن استهدف ب​العقوبات الأميركية​، وقال إن ما أشيع في ​بيروت​ لم يحضر على جدول أعمال لقاء ماكرون - الحريري، خصوصاً لجهة رفع عدد أعضاء الحكومة من 18 إلى 20 وزيراً، إن لم يكن أكثر، وتفويض ماكرون تسمية من يتولى وزارتي ​العدل​ والداخلية.