منذ خلوته في مطلع كانون الاول 2020 ، والتي راعت جائحة "كورونا" ولم تجمع اكثر من 50 ناشطاً لتكون الخلوة – الاجتماع الثاني بعد الاجتماع التأسيسي في العام 2019، ونشاط "التيار الوطني- الخط التاريخي" تصاعدي ومستمر خلف الاضواء وامامها من دون اثارة "الضجيج"، لأن البلد لا يحتمل مزيد من الخضات، وما يعيشه الناس من معاناة وازمات عقدّه الموت الكوروني وزاده قتامة، كما يشرح احد مؤسسيي هذا الخط ومن رموزه الناشط ​نعيم عون​ ابن شقيق ​الرئيس ميشال عون​.

ويقول عون لـ"الديار"،ان البلد لا يحتمل احزاب جديدة، والاجواء غير ​مساعدة​ ومشجعة والناس تركيزها وشغلها الشاغل في مكان آخر.

ولذلك لن يكون هناك حزب جديد يحمل اسم "التيار الوطني- الخط التاريخي"، بل ان نشاط المؤسسين لهذا الخط – التوجه هو امتداد للحالة التأسيسية العونية الاساسية.

والتي يشكل بعض اعضاء "الخط التاريخي" نواة هذه الحالة، التي واجهت منذ العام 1990 وحتى العام 2015، كل الخضات والتحديات، التي واجهت العماد ميشال عون وناشطي "التيار"، وهم كثر. ونعيم عون اليوم هو واحد منهم، رغم ان العونيين يروون فيه شيئاً من عمه ولكن هذا ب​الولادة​ اما المسيرة التي خاضها نعيم عون وتاريخه يتحدث عنه.

ويؤكد نعيم عون انه ابلغ عمه عندما التقاه في ​بعبدا​ في آب الماضي وتحدث معه في كثير من المحطات والتحديات السياسية، ان العهد لا يمكنه الاستمرار بهذه الطريقة وفي ظل وجود هذا الكم من التحديات. ولا بد من خطوة جريئة وهامة وتتمثل ب​الانتخابات​ النيابية المبكرة. والتي تهدف الى تجديد الطبقة السياسية وتغيير هذه الطبقة. التي وصلت الى الحائط المسدود ولا يمكنها الاستمرار بعد الآن.

ويتابع عون، قد يخرج البعض ويقول لك ان الظروف غير ملائمة بسبب ​الكورونا​ وبسبب الانهيار الاقتصادي وان الناس ليس تفكيرها في الانتخابات حالياص، ولكنه يتابع لذلك الهم الاساسي للخط التاريخي هو التحضير منذ اليوم للانتخابات النيابية التي تدخل بعد اشهر في مرحلة الجدية ولدينا اقل من عامين لاجرائها.

والتحضير لها شاق وقيادة فريق من المؤسسين في "الخط التاريخي"، وربما الترشح شخصياً مع المجموعة امر هام واساسي، وخطوة تمنح هذا الخط كتلة نيابية وانطلاقة جدية نحو التغيير والمحاسبة.

وعن المبادرة الفرنسية، والتي قد تنتج ​حكومة​ مقبولة دولياً، وضمن الشروط المطلوبة للمجتمع الدولي، يعتبر عون انها لن تحدث هذا التغيير الكبير، لكنها قد تكون متنفساً مرحلياً للطبقة السياسية، ولكنها لن تعطيها المشروعية للبقاء والاستمرار بالادوات نفسها و"العِدّة" نفسها والعقلية نفسها.

اما الناس المختنقة بالازمات، فقد ترى في هذه المبادرة متنفساً ايضاً مرحلياً ويخرجها لفترة بسيطة من دوامة القلق على المصير والمراوحة والازمات المتلاحقة.

ويؤكد عون ان قيادات في "​التيار الوطني الحر​" تواصلت معه ومع قيادات الخط التاريخي، ولكن الازمة اعمق بكثير من مسألة حزبية وتنظيمية. وباتت ازمة وطن وازمة المسيحيين والشارع الذي يمثله ويتكون منه " التيار الوطني الحر".

ويشير الى ان علاقته الشخصية جيدة مع ​الرئيس عون​، ولا علاقة سياسية معه، وكذلك لا علاقة سياسية مع رئيس "التيار" النائب ​جبران باسيل​.

وما لم يقله عون، تردده قيادات في "الخط التاريخي" والاوساط الشعبية والسياسية، والتي ترى في العماد عون، هو الرمز للتيار وما واجهه في ولايته الرئاسية والتحديات التي واجهت البلد منذ العام 2016 ولا سيما ثورة 17 تشرين الاول وصولاً الى الازمة المالية والمعيشية المستمرة جعلت "التيار الوطني الحر" في مواجهة اكبر تحدي مصيري ووجودي بعد خسارته السياسية والشعبية الكبيرة منذ العام 2019 وحتى اليوم.

وهو ما يجعل من هذين العامين المتبقيين من ولاية عون اصعب مرحلة انتقالية من عمر "التيار" والسؤال الكبر هو كيف سيستمر هذا "التيار"، وهو الخارج من ​السلطة​ والرئاسة بأضرار كبيرة وليس جانبية فقط ،وهو ما يطرح تحديات جسيمة على قيادته الحالية ويدفعها الى التشدد في ​تأليف الحكومة​، ومحاولة تحصين الحد الاقصى من المكاسب قبل نهاية العهد الذي سيسلم مقاليد الرئاسة حكماً الى ​مجلس الوزراء​ مجتمعاً.