لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في مقال عن "عنصريّة الصحافة البريطانية" في التعامل مع السود والعرقيّات الأُخرى، بعنوان "تقول جمعيّة المحرّرين (الصحفيّين) إنّ الصحافة البريطانيّة ليست عنصريّة. هذا يبرز فقط إلى متى ستستمرّ المشكلة"، إلى أنّ "في أعقاب حوار مزاعم ​الأمير هاري​ ودوقة ساسكس ​ميغان ماركل​ حول العنصريّة في وسائل الإعلام البريطانية، أصدرت جمعيّة المحرّرين دحضًا فوريًّا. وقالت "الصحافة بالتأكيد ليست عنصريّة"، لتعفي نفسها على الفور من أدنى ذنب بسبب تغطية ما قالته ميغان".

وأكّدت أنّ "هذه ستكون أخبارًا هامّة للعديد من الأشخاص الملونين في ​بريطانيا​. فلم يكن هناك في الصحافة البريطانيّة آراء مختلفة بشكل مبتذل عن ميغان زوجة هاري، مقارنةً بالأخبار الّتي تتناول كيت ميدلتون زوجة الأمير وليام، ولكن خارج العائلة المالكة هناك تناقضات صارخة في طريقة الحديث عن الأشخاص البيض والسود". وذكرت أنّه "كما أشار لاعب مانشستر سيتي رحيم سترلينغ، فإنّ هذه المعايير المزدوجة تنطبق على الرياضيّين أيضًا، وتحدّد تغطية حياتهم الشخصيّة، وصولًا إلى ما إذا كان من المقبول إنفاق أموالك على شراء منزل جديد لوالديك أم لا".

وأوضحت في المقال، أنّ "جمعيّة المحرّرين تمثّل رؤساء الصحف والمجلّات الوطنيّة والمحليّة، وتدعي أنّ أعضائها "مختلفين مثل الكتابات والبرامج والمواقع الإلكترونية الّتي ينشئونها والمجتمعات والجماهير الّتي يخدمونها". ومع ذلك، فإنّ البيض يسيطرون على مجلس إدارتها بأغلبيّة ساحقة، ومن غير الواضح ما إذا كان قد تمّ استشارة أعضائها السود قبل الإدلاء بالبيان".

وأشارت إلى أنّ "الجمعيّة نفت أيضًا أنّها قد تكون "متعصّبة"، ولكن كما يعلم أيّ شخص لديه فهم أساسي للقضيّة، فإنّ هذا ليس ما تقوم بها هي نفس ​العنصرية​، الّتي تُدار بشكل أكثر براعة من استخدام الأسماء أو وضع لافتات تمنع وجود السود"، مركّزةً على أنّ "على الرغم من ذلك، هناك الكثير من الأدلّة على النوع الفظّ من العنصريّة داخل الصحافة البريطانية: من الخلط بين الآسيويّين و​الإرهاب​ أو عصابات الجرائم الجنسيّة، إلى ربط الأولاد السود بعنف العصابات".

كما شدّدت على أنّ "هذا يدعم العنصريّة المؤسسيّة المستمرّة منذ فترة طويلة، الّتي لم تتخلّص منها الصحافة أبدًا: العنصريّة غير المفكّرة الّتي تجعل التغيير يسير بخطى بطيئة للغاية. إنّه يظهر في الثقافة السائدة في كلّ صحيفة وطنيّة تقريبًا"، لافتًا إلى أنّك "ستجد أحيانًا شخصًا من الأقليّات العرقيّة يتولّى منصبًا رفيعًا، لكن لا شيء يتحدّى تفكير المؤسّسة الّتي يعمل بها".