ينعقد قبل ظهر اليوم ​المجلس الأعلى للدفاع​ في ​قصر بعبدا​ بدعوة من ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ للبحث في مسألة "​الكورونا​" مجدداً، وسط معلومات تتحدث عن نيّة التوجه نحو ​الإقفال​ العام في "عُطل الأعياد" الدينية، أي الفصح المجيد والفطر السعيد، وتمديد العمل بالتعبئة العامة.

لم يتعلم بعد المعنيّون في هذه ​الدولة​ بأنّ الحلّ ليس بالإقفال العام، فهم جرّبوه مراراً وتكراراً، وحاولوا إقناعنا بأن النتائج إيجابيّة، ولكنها لم تكن كذلك، فما إن نخرج من إقفال عام حتى ندخل بآخر، وكأنّ المطلوب هو أمرين، الاول له علاقة بعادات العيش، والثاني له علاقة بتدمير ما تبقّى من مؤسسات قادرة على الصمود.

إن الحديث عن الإقفال في فترات عُطل الأعياد يعني أن القيّمين على دولتنا يريدون إقفال الكنائس في ​عيد الفصح​، مع ما يعني ذلك من إلغاء لتقاليد عمرها مئات السنوات، والسبب فقط هو ضعفهم وعدم قدرتهم على ضبط الأمور وتطبيق القواعد الصحّية السليمة، علماً أنه وبحسب ما علمت "​النشرة​" من مصادر خاصة فإن القيّمين على إقامة المناسبات الدينيّة المرافقة لعيد الفصح المجيد قد اتخذوا العديد من الإجراءات لاحترام مسألة التباعد الإجتماعي، وحماية الصحّة، ففي ​أحد الشعانين​ أعلنت الكنائس أنها لن تستوعب أكثر من 30 بالمئة من المصلّين، وستلغي زياح الشعانين مع تبريك أغصان الزيتون ووضعها على المقاعد التي سيجلس عليها المؤمنون.

وتضيف المصادر عبر "النشرة": "إضافة إلى ذلك اتّخذت الكنائس إجراءات معيّنة لناحية التباعد في الكنيسة وعدم جلوس الأشخاص بجانب بعضهم البعض الا إذا كانوا عائلة واحدة، كما أنها لجأت الى المناولة باليّد، وتوجّه الكاهن إلى المؤمنين ليناولهم لا العكس".

كذلك يعني الإقفال العام تسكير ​المطاعم​ والمقاهي و"المولات" والمحال التجارية التي تبيع الألبسة مثلاً، مع العلم أنّ هذا القطاع لم يعد للعمل سوى منذ 3 أيام فقط، وهو أقفل لمدّة شهرين ونيّف، ويريدون اليوم إقفاله مجدّداً في فترة الأعياد حيث يمكن له أن يعمل ويعوّض قدر الإمكان ما فات.

ولكن خبراء دولتنا يريدون الإمعان في ضرب هذا القطاع، بكل عامليه، ورميهم "أسماء" في جداول العاطلين عن العمل، و"أرقاماً" في نسب ​البطالة​، وكل ذلك طبعاً بظلّ غياب المساعدات، فمنذ عام تقريباً "يفكّر" المعنيّون بكيفيّة تقديم المساعدة ولم يقدموها او يفعلوا أيّ شيءٍ بعد، ولعلّهم إذا انتظروا لبعض الوقت قد يموت من يحتاجها، فيرتاحون من هذه ​الأزمة​ التي لم تجد من يتصدّى لها بعقلية "دولة".

كنّا نظنّ أنهم لم يقتنعوا بعد بضرورة تطبيق التعليمات، بدل اختيار الخيار الأسهل بالنسبة إليهم، والأصعب بالنسبة للمواطنين، ولكنهم بحال قرّروا الإقفال مجدّداً فهذا يعني بكل وضوح أنّهم يعلمون ما يفعلون، وأنّهم يريدون كالعادة اختيار ما يناسبهم ولو كان ذلك على حساب اللبنانيين، لذلك يجب دعوتهم لإعلان الفشل بصراحة، بدل اللعب بمصير هذا الشعب الذي لم يعد قادراً على التحمّل.

عاماً بعد عام تتغيّر العادات، وربما بعد عام أو عامين سيصبح أمراً عادياً التعامل مع المناسبات الدينيّة والإجتماعيّة كأمرٍ عابر لا معنى له، فهل هذا هو الهدف المطلوب، أم أننا ندفع فقط ثمن "فشل" من يحكمنا؟!.