انتقلت السيدة هيلانة أبو خليل من بلدة ​بسكنتا​ المتنية، الى جوار ربها، بعد اصابتها ب​فيروس كورونا​. لا تختلف هيلانة عن غيرها من الناس الذين توفوا جراء هذا الوباء ​العالم​ي، سوى انها اكتسبت نعمة خاصة خلال فترة من حياتها على الارض، بعد ان انضمت الى ​مسيرة​ عشرات الآلاف من الناس الذين تمتعوا بعلاقة مميزة مع ​القديس شربل​ مخلوف، وكانوا شهوداً على محبته لله. عجائب هذا القديس في مختلف انحاء العالم، التي يتم توثيقها يوميا، تثير جدلا كبيرا على الصعيدين الروحي والعلمي، ولكن ما ميّز السيدة هيلانة أن القديس شربل كان يظهر عليها باستمرار، وهي منذ نحو عشرين عاماً تحمل جروحات ​المسيح​ في جسمها، ويخرج البخور من يديها بصورة مستمرة، إضافة الى أن الزيت يرشح يومياً من كلّ الصور والتماثيل في منزلها.

قصة هذه السيدة مع القديس شربل بدأت بعد العمليّة التي أجريت لها في يدها لإزالة "كيس دهن"، اذ شعرت بألم لا يوصف، فطلبت شفاعة القديس، فاستجاب لها الله بشفاعة القديس شربل وووهبها نعمة البخور المغروس في يديها، اضافة الى الظواهر الروحية في منزلها، لتكون اعجوبتها شبيهة بتلك التي حصلت مع السيدة نهاد الشامي.

اللافت في المسألة، ان هيلانة انتقلت الى جوار ربها راضية وبسلام داخلي نادر، اما المشكلة فتكمن عند من لم يدخل هذا ​السلام​ الى نفسه بعد، اذ سرعان ما بدأت الشكوك لدى البعض حول سبب عدم تدخل ​مار شربل​ لانقاذها من الموت. الاسئلة شرعية، ولكن الاجابة عليها لا تكون الا بوحي الايمان، لان من ينتظر المنطق في العلاقة مع الله، سيتعرض لخيبة امل. وهنا لا بد من السؤال: هل يجب ان يتم تخليد من يتلقون الاعجوبة بحيث انهم لا يموتون ابداً؟ وهل هذا ما حصل بالفعل مع مار شربل نفسه وجميع القديسين الآخرين؟ والاهم الاهم، الم يتم صلب ابن الله ومات على الصليب ليقوم في اليوم الثالث؟ الموت هو مرحلة لا بد منها للحياة الابدية، ومن يرغب في ​الحياة​ الابدية على هذه الارض، فلن يحصد سوى الخيبة ومرارتها. تنعّمت هيلانة من خلال القديس شربل، بأنها كانت شاهدة على قدرات الله، وحققت هدفها في هذا السياق لتكون محطة جديدة تكشف لنا بما لا يقبل الشك مدى محبة الله لنا، وهي كانت ستلاقي ربها عاجلاً ام آجلاً لتسير على درب الاله المتجسد، فتقوم بواسطته من الموت.

هيلانة ستوارى الثرى اليوم عند الثالثة والنصف في ​كنيسة​ سيدة الانتقال للموارنة في بسكنتا.

"​النشرة​" كانت أعدّت في وقت سابق (في 16 تموز 2016) تقريرا مصوراً حول أعجوبة هيلانة أبو خليل يمكنكم الاطلاع عليه على الرابطالتالي.