لفت المدير العام لـ"​مستشفى بيروت الحكومي الجامعي​" دكتور فراس أبيض، إلى أنّ "عدد حالات "​كورونا​" الّتي تمّ إدخالها إلى مستشفانا يستمرّ في الانخفاض. ومع أنّ أسرّة العناية لا تزال ممتلئة، فقد أغلقنا أمس أحد أجنحة "كورونا" العادية. وهذا أيضًا نجده في مستشفيات عدّة"، مركّزًا على أنّ "مع الارتفاع الحاد في عدد الحالات في بلاد أخرى، لا يزال مستقبل الوباء في ​لبنان​ غير واضح".

وأوضح، في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ "على الصعيد الوطني، تمّ ​تلقيح​ 3% فقط بشكل كامل، وتمّ تطعيم 6% جزئيًّا. هذا العدد المنخفض ناتج عن عدم توفّر ​اللقاح​"، مشيرًا إلى أنّ "مع ذلك، فإنّ أقل من ربع السكان المستهدَفين قد سجّلوا للتلقيح على المنصّة. من الواضح أنّ عمليّة نشر اللقاح ستكون معركةً شاقّةً".

وبيّن أبيض أنّ "هذا على الرغم من الأدلّة المتزايدة على أنّ ​اللقاحات​ يمكن أن تمنع المرض الشديد في الأغلبيّة العظمى (> 94%) من المصابين. وأيضًا، مع ملاحظة أنّ الأغلبيّة العظمى (> 90%) من الوفيّات المبلَّغ عنها مؤخّرًا في لبنان، هي في الفئات العمريّة المشمولة الّتي يتمّ توزيع اللقاح عليها حاليًّا".

وفسّر أنّ "هذا يعني أنّ أغلبيّة السكّان حاليًّا هم عرضة للإصابة، ومن غير المرجّح أن يكتسبوا مناعةً في القريب العاجل. ومع ذلك، فإنّ الأعداد المنخفضة للمرضى الجدد المصابين بـ"كورونا"، ستشجّع الناس على العودة إلى حياتهم الطبيعيّة، ومن الأرجح أن يزداد النشاط المجتمعي مع اقترابنا من موسم الصيف".

وشدّد على أنّ "في الوقت نفسه، إنّ الاقتصاد المتهالك يؤثّر سلبًا على جميع المؤسّسات، وليس على ​المستشفيات​ فحسب. إنّ الدعم الّذي تمّ تلقّيه بالكاد يكفي لمواصلة أنشطة المستشفيات الآنية"، لافتًا إلى أنّ "في الوقت الحالي، وكما ذكرنا سابقًا، لا يزال ​الوضع المالي​ المستقبلي للمستشفيات مظلمًا".

كما تساءل أبيض:"هل يجب إعادة تخصيص جناح "كورونا" المغلَق في المستشفى، لاستقبال مرضى غير مصابين بـ"كورونا"؟ من السابق لأوانه القول"، مفيدًا بأنّ "هذا سيعتمد على السلوك المجتمعي للعامّة، والإقبال على اللقاح، وإمكانيّة وصول متحوّرات جديدة. بالنسبة لعاملينا، فإنّ الاستراحة الحاليّة هي أمر مرحَّب به، ومستحَقّ بلا شك".