لفت رئيس "​الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين​ في ​لبنان​" ​كاسترو عبدالله​، إلى "أنّنا نطلق صرختنا هذه، لأنّ البلاد أصبحت في مهبّ الريح، والشعب قاب قوسين أو أدنى من المجاعة والتشرّد، بعد أن تفاقمت الأزمات وتكاثرت إلى درجة لم يعد الوضع يحتمل التأجيل".

وأشار، في مؤتمر صحافي بمناسبة الأوّل من أيّار، إلى أنّه "بينما يتلهّى المسؤولون بكيفيّة توزيع الحصص في حكومة لن تبصر النور على ما يبدو، يستمرّ الانهيار السريع على المستويات كافّة، الّتي طاولت اليوم الجسم القضائي الّذي كان يمكن أن يكون الملاذ الأخير للبنانيّين".

وشدّد عبدالله، على "أنّنا نبني وهم يهدمون، ونحن ننتج وهم يستولون على إنتاجنا، ونحن نقاوم ونحرّر وهم يبيعون الوطن والشعب من أجل حفنة من الدولارات. لذا، جئنا اليوم بندائنا هذا إلى عمّال لبنان وعاملاته، إلى الموظّفين في ​القطاع العام​ الّذين يتمّ التآمر على ديمومة عملهم، إلى صغار المزارعين، إلى الجنود، إلى العاملين في ​القطاع الصحي​، إلى أغلبيّة الّذين ينتمون إلى ​المهن الحرة​، وإلى الشابات والشباب منهم على وجه الخصوص. جئنا لندعوهم إلى وحدة الصفّ في مواجهة الطغمة الماليّة وممثّليها في مؤسّسات الحكم قبل فوات الأوان".

وركّز على أنّ "معًا، يمكننا أن نضع خطّة إنقاذ وأن نعمل على تنفيذها، عبر حكومة تضمّ شخصيّات مشهود لها بنظافة الكف والنزاهة إلى جانب الكفاءة والاختصاص. خطة تبدأ بوقف التدهور المتسارع وتعيد تحريك عجلة الإنتاج ودعم القطاعات الاقتصاديّة المنتجة، وبالتحديد ​الزراعة​ و​الصناعة​. خطّة تسعى إلى استعادة ​الأموال المنهوبة​، المال العام وجنى عمر المودعين الصغار، ووقف الهدر والسرقات ومحاكمة السارقين والفاسدين إلى أي جهة انتموا. خطّة لا تنصاع إلى إملاءات "​صندوق النقد الدولي​" ومن هُم وراءه بالنسبة لبيع القطاع العام ومؤسّساته المنتجة. خطّة تأخذ بالاعتبار دعم المنتجين من عمّال ومزارعين وحرفييّن وأصحاب المهن الحرّة".

ودعا العمّال إلى "الاتحاد، ففي اتّحادكم قوّة لا تهزَم، وليكن عيدكم العالمي هذا العام في الأوّل من أيّار هو الصوت الهادر والقبضات المرفوعة. وليكن هو يوم التكاتف والاتحاد مع كلّ أبناء شعبنا المنتفض ومع ​قوى التغيير الديمقراطي​. وليكن الأوّل من أيّار هو نقطة التحوّل الرئيسية في التصعيد لانتفاضة 17 تشرين المجيدة، في وجه المنظومة السياسيّة الفاسدة. منظومة النهب والإفقار والتجويع لنا ولأغلبيّة شعبنا اللبناني المهدَّد يوميًّا بالجوع و​البطالة​ والتشرّد والموت".

كما دعا عبدالله، الفئات الشعبيّة إلى "الاستعداد للمشاركة في التظاهرة المركزيّة بمناسبة الأوّل من أيّار ​عيد العمال​ العالمي، والتظاهرات المناطقيّة والاعتصامات الّتي ستتحدّد بمشاركة القوى السياسيّة والنقابيّة والاجتماعيّة والمدنيّة والشبابيّة والنسائيّة والطالبيّة والوطنيّة المستقلّة، الّتي أطلقت انتفاضة 17 تشرين الشعبيّة المجيدة"، لافتًا إلى أنّ "في الأوّل من أيّار، كونوا الصوت الهادر والقضبات المرفوعة في وجه الطغمة الماليّة وحيتانها ومصارفها".