أشار النائب السابق ​نضال طعمة​، إلى أنّه "يبدو أنّ أَلم رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​ كان كبيرًا في جلسة ​المجلس النيابي​ لمناقشة رسالة رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​. ففي حين ثبت الرجل على مواقفه منذ استقالته نتيجة ضغط الشارع ومطالب الناس، يصرّ البعض على رمي الجميع في الطوفان الآتي، من خلال إصرارهم على ممارسة اللعبة السياسيّة وكأنّ البلد يعيش ترفًا ملحوظًا وهو في أفضل أيّامه".

ولفت في بيان، إلى أنّ "الحريري أكّد في مداخلته أنّه شكّل بالفعل، ومن يتّهمه بتعطيل التشكيل هو الّذي يفعل ذلك. أوضح أنّ إرادة ترفض تكليفه الّذي أتى من المجلس النيابي منذ اللحظة الأولى، وهم يتصرّفون من هذه الفرضيّة ولا يرون غيرها ويعملون من أجل تحقيقها"، مبيّنًا أنّ "الحريري أكّد كذلك استمراره في تحمّل مسؤوليّاته، ولن يشكّل حكومةً بحسب ما يريد هذا الفريق أو ذاك، بل بحسب مصلحة إنقاذ البلد".

وركّز طعمة على أنّ "بعد هذه التأكيدات المهمّة، وبعد قرار المجلس النيابي بالاستمرار بتكليف الرجل، إذ لا خيار دستوريًّا آخر، ندعو جميع الفرقاء إلى عدم التلهّي بمزيد من الفذلكات، فوجع الناس أمسى كبيرًا، والضغوط الاقتصاديّة أمست أقسى ممّا يتخيّل مسؤول متنعّم في قصره، والناس عيل صبرهم وكأنّ هناك من يقودهم إلى الكفر بكلّ شيء".

وشدّد على أنّ "الإقلاع عن ثقافة التعطيل المقنّع، هو المفتاح السحري اليوم الّذي يسهّل ​تشكيل الحكومة​، ومَن يراهن على هذه الدولة أو تلك العاصمة، فليجعل خياره منصبًّا على الشراكة الوطنيّة الّتي لا تكون بالشعارات والاستقواء واستغلال المواقع، بل بالواقعيّة والإقرار بوجود الآخر والابتعاد عن الأحاديّة في التفكير".

وكما أكّد "أنّنا لا نريد حكومةً يسقطونها عند أوّل استحقاق. لا نريد حكومةً تحكمها توازنات الزعماء الّتي خربت البلد وجوّعت العباد. لا نريد حكومةً يتمثّل فيها المتّهم الأساسي، بل نريد حكومةً حرّةً، قادرةً على الإنتاج من دون مراعاة أحد، ومدركةً أنّها لا يمكن أن تسقط إن لم تلبِّ طلب هذا أو توصية ذاك". وتساءل: "هل أمسى حلم إنقاذ البلد محرّمًا علينا؟ نرجو أن تظهر الأيّام الآتية أنّ أملًا ما زال في الأفق".